رصاصة في تدمر ورسالة إلى البيت الأبيض.. كيف يختبر داعش صبر ترامب؟

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أعقاب سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد، دخلت سوريا واحدة من أخطر مراحلها، حيث تزامن التفكك السياسي مع فراغ أمني واسع، خصوصًا في مناطق البادية والوسط السوري.
هذا الفراغ لم يظل طويلًا، إذ سرعان ما تحركت التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش، لاستعادة زمام المبادرة.

في هذا السياق، جاء هجوم تدمر ليشكل أول استهداف مباشر لقوات أمريكية في سوريا بعد سقوط النظام، في تطور يحمل دلالات تتجاوز حدود العملية نفسها، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع.

لماذا الآن؟ دوافع داعش في لحظة ما بعد النظام

التحرك الداعشي في هذا التوقيت لا يبدو عشوائيًا، بل يستند إلى ثلاثة دوافع رئيسية، اولها استثمار الفراغ الأمني.
وانهيار أجهزة الدولة وتفكك خطوط السيطرة يتيح للتنظيم حرية حركة غير مسبوقة، خصوصًا في البادية السورية وشرق الفرات.
الأمر الثاني إعادة تثبيت صورة العدو الأمريكي، بعد سنوات من الانكماش، يسعى داعش لاستعادة سرديته القديمة وهي : "مواجهة الولايات المتحدة" ، بهدف جذب مجندين جدد وإحياء شبكاته النائمة. وثالثًا، توجيه رسالة ردع
فالتنظيم يحاول القول إن أي ترتيبات سياسية أو أمنية في سوريا دون أخذه في الحسبان ستظل مهددة بالانفجار.

الرسالة السياسية.. إحراج واشنطن وإرباك الحلفاء

الهجوم لا يستهدف الأمريكيين فقط، بل يضع واشنطن في موقف حرج أمام حلفائها المحليين (قوات سوريا الديمقراطية) والرأي العام الأمريكي المتحسس من خسائر الجنود في الخارج.

ماذا سيكون رد فعل ترامب؟

بناءً على سلوك ترامب السياسي والعسكري، يمكن توقع رد فعله في ثلاث دوائر متداخلة، اما سيكون رد عسكري سريع ومُفرِط خاصة ان ترامب لا يؤمن بسياسة الضبط الطويل، بل يميل إلي ضربات جوية مركزة وعنيفة. ومن الممكن أن يستهداف قيادات داعش فورًا، مع توسيع رقعة الأهداف دون انتظار توافقات دولية.
والهدف هنا ليس فقط الرد، بل إظهار القوة ومنع تكرار الهجوم. ومن المرجح أن يدفع ترامب نحو إعطاء الجيش الأمريكي حرية أوسع في التحرك.
مع تقليل الاعتماد على الشركاء المحليين غير المضمونين. ومن المحتمل أن ترامب سيستثمر الهجوم داخليًا عبر تحميل الإدارات السابقة مسؤولية ترك الفوضى. مع التلويح بأن التساهل مع الجماعات المتطرفة يؤدي دائمًا لعودة الإرهاب. وفي نفس الوقت تقديم نفسه كـ الرئيس الوحيد القادر على سحق داعش دون تردد.

هل يعني ذلك عودة داعش؟

الهجوم لا يعني بالضرورة عودة الخلافة المزعومة ، لكنه يكشف حقيقة أخطر، وهي ان داعش لم يُهزم فكريًا ولا تنظيميًا، بل أُجبر على الاختباء فقط.

وفي سوريا ما بعد الأسد، حيث تتشابك الفوضى بالسلاح والفراغ السياسي، قد لا يحتاج التنظيم لأكثر من شرارة واحدة ليعود لاعبًا مزعجًا على الأقل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق