طنطا، عاصمة محافظة الغربية، واحدة من أبرز المدن التي تزخر بتراث ثقافي عريق.
وواحدة من أهم الحرف اليدوية التي لاتزال مزدهرة فيها، مهنة صناعة وبيع الخردوات، كما يعمل واحد من أبرز رموز هذه المهنة في محل قديم بداخل السوق القديم، ويعود تاريخه لأكثر من 200 عام.
من الخيوط إلى الإبداع
في مهنة الخردوات يكون الاهتمام بتوفير مجموعة واسعة من مستلزمات الخياطة من خيوط، إبر، أقمشة، كلف، وحلي الأقمشة، و المهنة وجهة مفضلة للعديد منة الحرفيين والمصممين حيث يجدون فيها كل ما يلزمهم لإتمام مشاريعهم الفنية في التفصيل.
أجيال من الحرفية
أجيال متعاقبة على هذه المهنة في طنطا، وكان أحد روادها هو محمود المنصوري الذي أسس أحد المحلات في السوق القديم بطنطا، منذ أكثر من 200 عام.
“الكف الأحمر” هو لقب المنصوري الأول أحد أبرز الشخصيات في تاريخ هذه الحرفة، وترك بصمة فريدة في المجال، وواصل بعده “جوهرة الخان” سمير المنصوري، وتعاقبت الأجيال للحفاظ على هذه المهنة والاستمرار في العمل اليدوي.
سر النجاح
سعيد المنصوري، والذي عمل في هذا المجال لأكثر من 50 عامًا، أكد لـ الدستور على أهمية الموهبة للنجاح في هذه المهنة.
وقال: "لا توجد صعوبة في العمل، لدي موهبة فطرية، وأفخر بأن ابنتي ورثت هذه الموهبة عني، وتعكس هذه الروح الإبداعية التزام العائلة بالحفاظ على هذا التراث وتطويره بما يتناسب مع متطلبات العصر، إن الموهبة ليست فقط في القدرة على الخياطة، بل تشمل أيضًا القدرة على ابتكار تصاميم جديدة تناسب الأذواق المتغيرة.
وأضاف: رغم التغيرات التي طرأت على عالم الموضة، تظل مهنة صناعة الخردوات قائمة، فقد تم إدخال عناصر جديدة مثل الجوالين والدنتيلات والتطريز، مما يعكس التوجه نحو الابتكار. هذا التنوع في المنتجات يتيح للزبائن اختيار ما يناسب أذواقهم، ويعزز من مكانة المحل كوجهة رئيسية للمصممين والخياطين.
مهنة تتحدى الزمان
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها صناعة الخردوات، إلا أن الحرفيين في طنطا مصممون على الحفاظ على تراثهم، تتطلب المنافسة المتزايدة من المصممين المحترفين والموضة السريعة أن يظل هؤلاء الحرفيون على اطلاع دائم بأحدث الاتجاهات.
وأكد “المنصوري” على أن الالتزام بالجودة والإبداع هو المفتاح للحفاظ على هذه المهنة والهوية المصرية في الصناعة والإصرار على منافسة المنتج المستورد والتفوق عليه بالفن المصري المُبتكر.