في ليلة كان من المفترض أن تمتلئ بالأضواء والاحتفالات، وجد الفنان الراحل رشدي أباظة نفسه بطلًا لحكاية مختلفة تمامًا، حكاية امتزج فيها الطابع الإنساني بالمغامرة، وتحولت من سهرة رأس سنة منتظرة إلى ذكرى لا تُنسى في قلب الصحراء.
حكاية رشدي أباظة مع الاحتفال بليلة رأس السنة
لم يكن رشدي أباظة، أحد أهم نجوم السينما المصرية، يتوقع أن تتحول خطته للاحتفال بليلة رأس السنة إلى تجربة قاسية وغير متوقعة، فبحسب ما رُوي عنه في ذكرياته التي يرصدها موقع تحيا مصر، اتفق مع مجموعة من أصدقائه المقربين على قضاء ليلة رأس السنة في مدينة الإسكندرية، بحثًا عن أجواء مختلفة وبداية جديدة للعام الجديد.
في الثامنة مساءً، غادر رشدي أباظة القاهرة بسيارته الخاصة، وكان الحماس يسيطر على الجميع، خصوصًا أن الرحلة لم تكن طويلة، والموعد مع الاحتفال كان قريبًا. لكن منتصف الطريق كان يحمل مفاجأة غير سارة، إذ تعطلت السيارة فجأة، لتتوقف الرحلة في قلب الصحراء، بعيدًا عن أي مظاهر للحياة أو المساعدة السريعة.
رشدي أباظة مع أصدقائه في الصحراء
حاول رشدي أباظة وأصدقاؤه إصلاح السيارة بكل الطرق الممكنة، لكن المحاولات باءت بالفشل، ولم تكتفِ الصحراء بذلك، بل هبت عاصفة رملية قوية زادت من صعوبة الموقف، واضطرتهم إلى الاحتماء داخل السيارة، متلاصقين بحثًا عن بعض الدفء، بينما كانت عقارب الساعة تقترب من منتصف الليل.
ومع الظلام والعاصفة، بدأ القلق يتسلل إلى النفوس، خاصة بعد أن لمحوا أشباحًا تتحرك في الصحراء من بعيد، لحظات من التوتر سيطرت على الجميع، قبل أن يكتشفوا أن تلك الظلال لم تكن سوى رجال الحدود، الذين اقتربوا منهم واطمأنوا على حالتهم، ثم حاولوا مساعدتهم في إصلاح السيارة، إلا أن العطل كان أكبر من أن يُحل في تلك الظروف.
ليلة رأس السنة خاصة عند رشدي أباظة
مرت الدقائق ببطء، ومرت لحظة رأس السنة وهم لا يزالون عالقين في الصحراء، بلا احتفال ولا ضجيج، سوى صوت الرياح والرمال، وبعد فترة، مرت سيارة أخرى في الطريق، فطلب رشدي أباظة من قائدها أن يقلّهم عائدين إلى القاهرة، ليقرر الجميع إنهاء الرحلة والعودة بعد أن فات موعد الاحتفال.
تحولت تلك الليلة، التي بدأت بحلم سهرة على شاطئ الإسكندرية، إلى ذكرى مختلفة تمامًا، تحمل في طياتها روح المغامرة والرضا، وتعكس جانبًا إنسانيًا من شخصية رشدي أباظة، الذي لم يتعامل مع الموقف بندم أو غضب، بل حوّله لاحقًا إلى حكاية يرويها بابتسامة، مؤكّدًا أن بعض الذكريات القاسية تصبح مع الوقت أكثر اللحظات رسوخًا في الذاكرة.
وهكذا، بقيت حكاية رشدي أباظة مع ليلة رأس السنة في الصحراء شاهدًا على أن حياة النجوم، رغم بريقها، لا تخلو من مواقف عفوية وغير متوقعة، قد تكون أقسى من أي مشهد سينمائي، لكنها أكثر صدقًا وإنسانية.


















0 تعليق