هذه الإعلانات مرفوضة!

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأربعاء 24/ديسمبر/2025 - 01:18 ص 12/24/2025 1:18:55 AM

هل يدرك صُنّاع الإعلانات أن ما يقدمونه من مواد ترويجية، بهدف بيع المنتجات، يدخل بيوتنا بلا استئذان؟ يراه الأطفال قبل الكبار، ويشاهده الشباب والبنات دون أي فلترة أو اختيار.
إذا كان الأمر كذلك، وكان هؤلاء أو أولئك مدركين لتأثير ما يقدّموه، فلماذا الإصرار على إيذائنا ومضايقتنا وحرق دمنا بنماذج لا تشبهنا، ولا تعبّر عنا؟ لا إحنا شكلها ولا هي منّا؟
بعض الإعلانات التجارية التي تختبئ خلف ستار «الهزار»، هي في جوهرها تعيد إنتاج أخطر ما نحاول التخلّص منه.
مثلًا…
إعلان عن اللانشون، يُظهر المعلّم في صورة شخص همجي، «مفجوع»، يأكل سندوتشات التلاميذ! بذمتكم، أليس هذا مستفزًا؟
ناهيك عن أسلوبه في مخاطبة الناظرة، وطريقة حديثه مع تلاميذه.
صورة المعلّم في الوعي الجمعي ليست تفصيلة هامشية، بل شخصية محورية وأساسية. وحين يُقدَّم في إعلان باعتباره شخصًا بوهيميًا، فظًا، همجيًا، تحت ستار خفة الدم، فالأمر غير لائق على الإطلاق.
لأن الرسالة المباشرة ستصل إلى عقل الطفل قبل البالغ: أنه لا قدسية للعلم، ولا احترام للمعلّم. فهل هذا يليق؟ وهل هذا مقبول؟
الإعلان هنا لا يبيع منتجًا، وانما يروّج لفكرة أن الاستهانة بالمعلّم أمر عادي، بل ومضحك… وهنا تكمن الكارثة.
فيه إعلان تاني، لا يقل «بواخة» عن الأولاني…
أم تهدّد ابنها بالضرب «بالشبشب» على رأسه إن لم يذاكر!
بعيدًا عن عدم اللياقة، أو التحضّر والشياكة، أليس هذا نموذجًا صارخًا للعنف الأسري؟
هو إحنا جرالنا إيه يا إخوانّا؟
إعلانات إيه دي اللي ما يعلمش بيها غير ربنا؟
يعني نخلّص من الأفلام، هتطلع لنا الإعلانات؟
الأمر جدّ خطير…
الطفل المشاهد لن يفهم الرسائل المبطّنة، هو فقط يرى أن الضرب «بالشبشب» على الرأس وسيلة مقبولة للتحفيز، وأن القسوة جزء طبيعي من التربية.
الإعلان صناعة شديدة التأثير، تتسلّل إلى البيوت بلا استئذان، تشكّل وعيًا، وتغيّر سلوكًا. ومع هذه القوة، تأتي المسؤولية الأخلاقية والمجتمعية.
ثم هل يُعقل أن نري تلك النماذج من الإعلانات، في الوقت الذي تؤكد فيه الدولة على أهمية ضبط الخطاب الإعلامي والدرامي، وعدم تقديم نماذج سلبية تُقوّض ما يُبنى على الأرض في التعليم والثقافة؟
نحن لا ندعو إلى منع الإعلانات، ولا إلى تكميم الإبداع. المطلوب ببساطة: مراجعة الرسائل قبل بثّها، لضمان أن ما يتعلمه الطفل يعكس قيمنا وأخلاقنا.
حفظ الله مصر.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق