كشف الدكتور عيسى زيدان مدير عام ترميم الآثار ونقل القطع بالمتحف المصري الكبير، انة تم اليوم بالمتحف المصرى الكبير تثبيت أول قطعة خشبية من ألواح مركب الملك خوفو الثانية داخل متحف مركب الملك خوفو المنفصل بجوار قاعات العرض بالمتحف المصرى الكبير وذلك بعد الانتهاء من تركيب مركب الملك خوفو الاولى والمعروضة حاليا داخل المتحف ومتاحة للزائرين.
وأضاف “عيسى” فى فيديو مصور لـ “الدستور” أن مركب الملك خوفو، يعد أقدم مركب أثري معروف، وأكبر أثر عضوي، تم اكتشافه في تاريخ البشرية، وأفضلها حفظًا، حيث صُنع من خشب الأرز، إلى جانب أنواع أخرى من الأخشاب يبلغ أقصى طول للمركبين، من حافة المقدمة إلى حافة المؤخرة حوالي 42.32 مترا.
وبدأ استخراج القطع الخشبية للمركب الثاني في عام 2014 وتم ترميمه ونقله إلى المتحف المصري الكبير، حيث سيتمكن الزوار اليوم من مشاهدة عملية ترميمه وإعادة تركيب المركب كجزء من العرض المتحفي التفاعلي.
ويعتقد أن المراكب الخشبية للملك خوفو قد استخدمت أثناء جنازة الملك أو أنها خصصت للاستخدام في رحلته للعالم الآخر بصحبة إله الشمس
وعن كيفية اكتشافهم اشار زيدان الى ان المنطقة المحيطة بالهرم الأكبر للملك خوفو في هضبة الجيزة خمس عثرنا على 5 حفر للمراكب، منها ثلاث حفر كانت فارغة عثر عليها خارج المعبد الجنائزي للهرم وإلى الشمال من الطريق الصاعد.
وفي عام 1954، وأثناء إزالة الرمال والرديم المتراكم مقابل الجانب الجنوبي للهرم، تم اكتشاف حفرتين أخريين حيث عثر بداخلهما على الخشب المفكك لاثنين من مراكب الملك خوفو؛وتم اكتشاف المركب الأول مدفونا تحت كتل من الحجر الجيري، واستغرق أكثر من عشر سنوات لإعادة تجميعه.
وعلى مدار عقود، طرحت عدة محاولات لنقله منذ السبعينيات، إلا أن صعوبة تفكيكه وخطورة ذلك على سلامته، حالت دون التنفيذ.
وفي عام 2019، تقرر نقله بالكامل دون تفكيك، إلى المتحف المصري الكبير، بعد دراسات هندسية وأثرية مكثفة لضمان سلامة الأثر أثناء النقل. شملت التحضيرات تعزيز المنصة الحاملة للمركب، وتصميم هيكل فولاذي ضخم لحمايته، وتنفيذ أعمال ترميم وتعقيم دقيقة، إلى جانب تجارب محاكاة، باستخدام عربة ذكية متخصصة.
وتمت عملية النقل بنجاح، على مدار ثلاثة أيام في أغسطس 2021، حيث قطعت المركبة مسافة 8 كيلومترات، حتى وصولها إلى المتحف المصري الكبير، وتم رفعها إلى داخل المبنى الجديد باستخدام ونش ضخم جاءت هذه الخطوة التاريخية لحماية أحد أقدم وأهم الآثار العضوية في التاريخ البشري، وتوفير بيئة متحفية حديثة وآمنة، تليق بقيمته الاستثنائية، مع إزالة التشويه البصري من محيط الهرم، وتقديم تجربة متحفية عالمية المستوى للجمهور.
















0 تعليق