الأربعاء 17/ديسمبر/2025 - 09:50 م 12/17/2025 9:50:06 PM
تحدث الكاتب أحمد عبد المجيد مؤلف كتاب "بوب فكشن" كيف استفاد الدكتور أحمد خالد توفيق من الطب في الكتابة الأدبية.
أحمد خالد توفيق والطب
يقول أحمد عبد المجيد:" أحمد خالد توفيق استمر في ممارسة الطب بعد الكتابة، ولم يتوقف عنه كما فعل نبيل فاروق، إذ كان تعلقه به كبيرًا، وظهر ذلك في أن معظم أبطاله كانوا أطباء. في سلسلته الأولى التي قدّم بها نفسه للقراء، ما وراء الطبيعة، يُطل علينا بطله الأشهر رفعت إسماعيل ويُقدّم نفسه باعتباره طبيب أمراض دم يخوض مغامرات خارقة للطبيعة.
ويضيف:" من أكثر العوامل التي ساعدت في رسم شخصية رفعت إسماعيل لدى القراء وتصديقهم لها، أنه كان طبيبًا بالفعل، يعيش حياته ويتكلم ويتحدث ويفكر كطبيب، دون ادعاء، فنراه في بعض المغامرات يُشخّص حالات بعض الأشخاص الذين يصابون أثناء المغامرة، أو يتعرضون لأزمات صحية، ويتكلم عن الأدوية بشكل فيه فهم عميق، في بعض الأحيان كان يصاب ببوادر أزمة قلبية من هول ما يواجهه، فيضع حبة دواء معينة تحت لسانه ليتجاوز ذلك، ويوضح لنا على مر السنين تغيرات حالته الصحية، وهكذا.
شخصية رفعت إسماعيل لأحمد خالد توفيق
ويستطرد:" ورغم الجانب الطبي الواضح في سلسلة ما وراء الطبيعة، يأخذنا أحمد خالد توفيق خطوة أوسع في سلسلته سفاري، القائمة بالكامل على المغامرات الطبية. بطل السلسلة طبيب آخر، هو علاء عبد العظيم، لا يملك في حياته شيئًا سوى ممارسة الطب، يهاجر إلى الكونغو ليعمل في وحدة سفاري الطبية العالمية، وهناك يلتقي أطباء من شتى بقاع الأرض، ويواجه مشاكل طبية عليه حلها، بعض الأعداد يدور حول مرض معين يتم شرحه بالتفصيل خلال العدد، من حيث تاريخه ونشأته وتأثيره وطرق علاجه، أو تظهر أعراض طبية غامضة تصيب الناس ولا يعرفون له تشخيصًا، ونظل مع علاء على مدى صفحات نضرب أخماسًا في أسداس محاولين استنتاج طبيعة هذا المرض وكيفية علاجه، وهو ما يذكرنا بمسلسلات الألغاز الطبية، التي تقوم بالكامل على محاولة الأطباء أبطال المسلسل اكتشاف حل لمشكلة طبية تواجههم في كل حلقة، مثل مسلسل هاوس. وفي أعداد أخرى من سفاري نواجه فساد شركات الأدوية العالمية ومحاولتها التلاعب بتجارب الاختبار، أو نتورط في حروب بيولوجية من خلال انتشار فيروس مخلق في معمل، وهكذا.
ويكمل:" السلسلة تعج بالمعلومات الطبية المفصلة عن أمراض معروفة مثل الكالا أزار والإيدز وانفلونزا الطيور وغيرها، نعيش من خلالها الحياة اليومية للأطباء في المناطق الاستوائية وما قد يواجهونه، وقد استفاد أحمد خالد توفيق فيها من دراسته لطب المناطق الحارة الذي كان موضوع رسالته لنيل درجة الدكتوراه، مما أضفى على السلسلة واقعية لم تكن لتصبح عليها ما لم يكتبها طبيب يحب مهنته ويستطيع تبسيط تعقيداتها في قصص تصلح لأن يقرأها الناشئة، وأثق أن كثيرًا من قراء السلسلة تمنوا أو سعوا بالفعل لأن يكونوا أطباء تأثرًا بما قرأوه فيها، فمن خلالها رأينا الجوانب النبيلة في المهنة.
















0 تعليق