أكد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أن التنازلات الإقليمية لأوكرانيا تمثل جزءًا أساسيًا من الشروط التي تضعها الولايات المتحدة من أجل لعب دور الضامن لاتفاق السلام في الأزمة الأوكرانية، موضحًا أن هذا التوجه طُرح خلال المحادثات التي جرت في برلين بين الوفدين الأمريكي والأوكراني.
وأشار توسك إلى أن مسألة التنازلات الإقليمية لأوكرانيا باتت حاضرة في أي نقاش جدي حول اتفاق السلام، حتى وإن لم تُعرض بشكل صريح أو مباشر من قبل الجانب الأمريكي.
وقال توسك إن المسؤولين الأمريكيين، ومن بينهم المبعوثان الخاصان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، شددوا مرارًا على أن قرار التنازلات الإقليمية لأوكرانيا يجب أن يبقى بيد كييف وحدها، مؤكدين أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى الضغط على أوكرانيا أو إجبارها على قبول أي تنازلات. ومع ذلك، أوضح توسك أن الرؤية الأمريكية تقوم على اعتبار التنازلات الإقليمية لأوكرانيا عنصرًا لا يمكن تجاهله في أي اتفاق السلام مستقبلي.
وأضاف رئيس الوزراء البولندي أن الأمريكيين يرون أن اتفاق السلام لا يمكن أن يتحقق دون توازن بين الضمانات الأمنية والتنازلات المتبادلة، مشيرًا إلى أن التنازلات الإقليمية لأوكرانيا تُطرح في هذا السياق كوسيلة لإقناع روسيا بالانخراط في تسوية سياسية. وأكد أن هذا الطرح لا يحظى بإجماع كامل داخل أوروبا، حيث تختلف مواقف بعض الدول الأوروبية بشأن ربط اتفاق السلام بمسألة الأراضي.
وفي سياق متصل، أوضح توسك أن بولندا لن تشارك في أي قوة متعددة الجنسيات محتملة داخل أوكرانيا، معتبرًا أن لكل دولة دورها الخاص في إطار دعم اتفاق السلام دون الانجرار إلى تصعيد عسكري مباشر. وأكد أن موقف وارسو مستقل ويستند إلى أولوياتها الأمنية، رغم دعمها السياسي لأوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشار في تصريحات سابقة إلى أن أوكرانيا خسرت بالفعل بعض الأراضي، ما يعكس إدراكًا أمريكيًا للواقع الميداني المرتبط بملف التنازلات الإقليمية لأوكرانيا. كما وصف ترامب المحادثات التي جرت في برلين بأنها مثمرة للغاية، مؤكدًا أن اتفاق السلام بات أقرب من أي وقت مضى، وهو ما يعزز الدور المتوقع للولايات المتحدة كضامن رئيسي لأي تسوية قادمة.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تواصل فيه الوفود الأوكرانية والأمريكية جولات التفاوض، وسط ضغوط دولية متزايدة لإيجاد اتفاق السلام ينهي النزاع، مع بقاء ملف التنازلات الإقليمية لأوكرانيا من أكثر القضايا حساسية وتعقيدًا على طاولة المفاوضات.













0 تعليق