هل تزوجت أم كلثوم؟ هل أنجبت؟ وما هي القصص الخفية وراء أشهر أيقونة في تاريخ الغناء العربي؟ هذه الأسئلة تشكل مفتاح رحلة مشوقة داخل حياة كوكب الشرق، التي صاغت تاريخ الموسيقى العربية بأعمالها الخالدة وأسطورتها الإنسانية.
فيلم "الست" يكشف أغوار من حياتها، من طفولتها في الأرياف إلى قمة الشهرة، مسلطًا الضوء على الحب، الفقد، الصحة، والسياسة التي أحاطت بها.
البدايات في القاهرة: تحديات الشهرة
انتقلت أم كلثوم من الأرياف إلى القاهرة، حيث اضطرت لتغيير مظهرها ومواجهة مجتمع حضري متطلب. مع صعودها الفني، واجهت انتقادات مستمرة وشائعات في الصحف، وسط حزن عميق بسبب وفاة والدها وشقيقها خالد، ما أثر في حياتها الداخلية بشكل كبير.
الحب والزواج: ألم وحرمان
تطرّق الفيلم إلى علاقاتها العاطفية، بدءًا من الشاعر أحمد رامي، مرورًا بعلاقتها مع خال الملك فاروق شريف صبري، التي أوقفتها والدة الملك، وصولًا إلى خطبتها للملحن محمود الشريف، التي واجهت رفض الجمهور والصحافة خشية توقفها عن الغناء. هذه التجارب أسست خلفية مؤثرة على شخصيتها وحياتها الشخصية والفنية.
الأزمات الصحية والتهديدات
تعرضت أم كلثوم للسرقة والتهديد بالقتل، وأصيبت بورم في الغدة الدرقية، ما أثر على صحتها وقدرتها على الإنجاب. ورغم ذلك، حافظت على التزامها بالفن والارتقاء بمستوى موسيقاها، لتصبح أيقونة خالدة في الذاكرة العربية.
السياسة والانزواء بعد ثورة 1956
ارتبطت أم كلثوم بالملك فاروق والقصر، وتأثرت بشدة بعد ثورة 56، حيث انعزلت في منزلها لفترة وتم عزلها من نقابة الموسيقيين، حتى عادت بفرمان من الرئيس الراحل( جمال عبد الناصر)، مؤكدًا مكانتها الفنية والسياسية.
السر وراء المنديل ..الخوف والاحترام من الجمهور
كشفت مصادر الفيلم أن أم كلثوم كانت تحمل منديلا دائما أثناء الوقوف أمام الجمهور بسبب (تعرق) يديها نتيجة التوتر الشديد تجاة الجمهور هذه اللمحة البسيطة جسدت علاقتها المميزة بينها وبين الجمهور فبرغم من كونها (كوكب الشرق ) الا انها كانت تتمتع بالتوتر واحترام جمهورها وكل هذا يعكس أصالة وابداع كوكب الشرق سيدة الغناء العربي أم كلثوم
ردود الفعل على فيلم "الست"
أشاد خالد الدسوقي، حفيد أم كلثوم، بالفيلم ووصفه بأنه( مميز ومشرف)، مؤكدًا أن العمل خلد ذكرى المغنية وأبرز جهود فريق التمثيل والإخراج والإنتاج في تقديم مشاهد حياتها الإنسانية والفنية المؤثرة.
الجدل حول التسجيل الصوتي والزواج السري
أثار الفيلم جدلًا بعد نشر تسجيل صوتي منسوب للكاتب الراحل محفوظ عبدالرحمن حول زواج أم كلثوم السري. وأكدت أرملة السيناريست الفنانة سميرة عبد العزيز أن محفوظ عبد الرحمن كان (كاتبًا شجاعًا )ولا يخاف من النشر، معتبرة أن قلمه( شرفه)، وأنه لم يكن ليؤجل نشر حواراته إلا وفق رؤيته الدقيقة، وأضافت أن زوجها لم يجر اي حوار مع أي جريدة أو موقع لمدة اربع ساعات، مؤكدة أنها ستلجأ للقضاء وخبير أصوات للتحقق من صحة التسجيل، حفاظًا على سمعة كوكب الشرق.
يبقى فيلم "الست" أكثر من مجرد سيرة؛ إنه رحلة إنسانية وصوتية تكشف صراعات كوكب الشرق الداخلية والقرارات المصيرية التي شكلت مسيرتها الفنية. بين الحب والفقد، النجومية والعزلة، الصحة والسياسة، يثبت الفيلم أن أم كلثوم ستظل أيقونة خالدة في قلب الموسيقى العربية، وإرثها الفني حي ومؤثر على أجيال متعاقبة، حاضر في الذاكرة الموسيقية العربية والعالمية.














0 تعليق