مبادرة «ازرع نخلة» تغرس الوعي البيئي في مدارس الوادي الجديد

البوابة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أطلقت الوحدة المحلية لمركز ومدينة الخارجة بمحافظة الوادي الجديد مبادرة جديدة تحمل اسم «ازرع نخلة»، استهدفت نشر ثقافة الوعي البيئي داخل مدارس الخارجة وقرى المركز، عبر مشاركة واسعة من الطلاب في زراعة شتلات النخيل بساحات المدارس وأفنيتها. 

مبادرة ازرع نخلة

وجاءت المبادرة تنفيذًا لتوجيهات اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، بالاهتمام بتوسيع الرقعة الخضراء وتعزيز روح الانتماء لدى النشء، وربط الأجيال الجديدة ببيئتهم الصحراوية ومواردها الزراعية المميزة.

تعاون بين الوحدة المحلية والتعليم لنشر ثقافة الوعي البيئي

وأوضح المهندس جهاد المتولي، رئيس مركز الخارجة، أن المبادرة جرى إطلاقها بالتعاون مع قطاع التربية والتعليم بالمحافظة، في إطار خطة متكاملة لنشر الوعي البيئي بين الطلاب داخل مدارس الخارجة، بحيث تتحول كل مدرسة إلى نموذج حي للحفاظ على البيئة وزيادة المساحات الخضراء. 

وأشار إلى أن هذا التعاون بين رئاسة المركز والتعليم يعكس قناعة بأن تنمية الإنسان تبدأ من المدرسة، وأن إشراك الطلاب في الأنشطة البيئية يغرس فيهم مبكرًا قيم المسؤولية والعمل الجماعي.

وأضاف المتولي، أن المبادرة لا تقتصر على زراعة النخيل فقط، بل تمتد إلى حملات توعوية داخل مدارس الخارجة حول ترشيد استهلاك المياه، وأهمية الأشجار في تنقية الهواء ومواجهة آثار التغيرات المناخية، بما يعزز ثقافة الوعي البيئي في الحياة اليومية للطلاب داخل وخارج المدرسة.

أهداف المبادرة

تستهدف مبادرة «ازرع نخلة» غرس شتلات النخيل في ساحات وممرات مدارس الخارجة وقرى المركز، بما يسهم في زيادة الرقعة الخضراء وتحسين الشكل الجمالي للبيئة المدرسية. 

وتراهن المبادرة على أن مشاركة الطلاب بأيديهم في زراعة النخيل ورعايته على مدار العام الدراسي، ستجعل من كل نخلة قصة انتماء حيّة تربطهم بمحافظة الوادي الجديد وتراثها الزراعي.

وأكد رئيس المركز أن كل شتلة نخيل يزرعها الطلاب داخل المدارس تعد استثمارًا طويل الأجل في البيئة والإنسان معًا؛ فالنخلة رمز لهوية الوادي الجديد ومصدر رئيسي لدخل آلاف الأسر، وفي الوقت ذاته عنصر مهم لتعزيز الوعي البيئي لدى الطلاب الذين يشاهدون بأعينهم أثر الزراعة على بيئتهم المحيطة.

أنشطة عملية لترسيخ ثقافة العمل الجماعي

جرى تنظيم الأنشطة داخل مدارس الخارجة بشكل يضمن مشاركة أكبر عدد ممكن من الطلاب والمعلمين، حيث يتولى الطلاب مع معلميهم تجهيز أحواض الزراعة، وزراعة شتلات النخيل، ومتابعة ريّها ورعايتها وفق برنامج زمني محدد، وتستهدف هذه الأنشطة العملية تحويل مفاهيم الوعي البيئي من مجرد شعارات نظرية إلى سلوك يومي يمارسه الطلاب داخل المدرسة.

كما تتضمن المبادرة مسابقات بين مدارس الخارجة لاختيار أفضل مدرسة في رعاية الأشجار وزيادة المساحات الخضراء، بما يحفز روح التنافس الإيجابي بين الطلاب، ويجعل من النخلة عنوانًا لجمال المدرسة وانضباطها. 

وتخطط الوحدة المحلية لاستكمال التوسع في المبادرة لتشمل أكبر عدد من مدارس وقرى مركز الخارجة خلال الفترة المقبلة، بما يتناسب مع مكانة الوادي الجديد كواحدة من أهم محافظات مصر في إنتاج النخيل والتمور.

دعم مستمر من المحافظة وتكامل في الأدوار

شدد المهندس جهاد المتولي على أن رئاسة المركز توفر كافة الاحتياجات اللوجستية لإنجاح المبادرة، من شتلات النخيل وأدوات الزراعة، إلى المتابعة الميدانية داخل مدارس الخارجة، مؤكدًا أن تكامل الأدوار بين الأجهزة التنفيذية وقطاع التعليم هو الطريق الأمثل لترجمة المبادرات إلى واقع ملموس.

ولفت إلى أن هذا النوع من المبادرات يسهم في تهيئة بيئة تعليمية صحية للطلاب، ويعزز ارتباطهم بمحافظة الوادي الجديد، خاصة أن كثيرًا من الطلاب ينحدرون من أسر تعمل في زراعة النخيل وصناعة التمور، ما يجعل مبادرة «ازرع نخلة» امتدادًا طبيعيًا للحياة اليومية في المجتمع المحلي، وفرصة لترسيخ الوعي البيئي داخل الأسرة أيضًا.

الوادي الجديد خزان تمور مصر ودور المبادرات البيئية

تأتي مبادرة «ازرع نخلة» في سياق أوسع تسعى من خلاله الدولة ومحافظة الوادي الجديد إلى تعظيم الاستفادة من ثروة النخيل بالمحافظة، والتي جرى حصرها مؤخرًا بنحو 4.6 مليون نخلة على مستوى المراكز الخمسة، في إطار خطة منظَّمة لدعم قطاع التمور وتحسين جودة الإنتاج.

وتوصف الوادي الجديد في تقارير اقتصادية وزراعية بأنها «خزان تمور مصر»، نظرًا لاستضافة المحافظة واحدة من أكبر المزارع المتخصصة في إنتاج التمور عالميًا، والتوسع في زراعة أصناف النخيل عالية القيمة الاقتصادية مثل المجدول والبارحي وغيرها، بما يجعل التمور ركيزة أساسية في اقتصاد المحافظة وفرص العمل بها. 

كما تتوافق مبادرة زراعة النخيل في مدارس الخارجة مع توجهات الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ في مصر 2050، التي تشدد على أهمية زيادة الرقعة الخضراء والتشجير في المدن والمجتمعات المحلية والمدارس، باعتبارها أحد الأدوات الفعالة لامتصاص انبعاثات الكربون والتكيف مع آثار التغيرات المناخية، إلى جانب رفع الوعي البيئي لدى الأجيال الجديدة. 

وبين ثروة النخيل المتنامية في الوادي الجديد، وجهود الدولة في دعم الاقتصاد الأخضر، تبدو مبادرة «ازرع نخلة» نموذجًا صغيرًا لكنه مؤثر لكيف يمكن لمشروع مدرسي بسيط أن يربط الطلاب بهوية محافظتهم، ويعزز الوعي البيئي داخل مدارس الخارجة، ويمتد بأثره إلى المجتمع المحلي بأكمله.

جانب من فعاليات مبادرة ازرع نخلة (2)
جانب من فعاليات مبادرة ازرع نخلة (2)
جانب من فعاليات مبادرة ازرع نخلة (1)
جانب من فعاليات مبادرة ازرع نخلة (1)
وكيل التعليم ومدير ادارة الخارجة يشهدان طابور الصباح بمدرسة بولاق
وكيل التعليم ومدير ادارة الخارجة يشهدان طابور الصباح بمدرسة بولاق
مدير تعليم الخارجة يشاركة في مبادرة ازرع نخلة
مدير تعليم الخارجة يشاركة في مبادرة ازرع نخلة
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق