تحدث الفنان الكوميديان عبد المنعم إبراهيم، في لقاء صادم وصادق، عن واحدة من أصعب اللحظات التي مر بها في حياته، وهي فقدان زوجته، إبراهيم، الذي اعتاد الجمهور أن يراه دائمًا مبتسمًا ويدخل البهجة على قلوب المشاهدين، كشف أن خلف ضحكاته وقفشاته كان هناك ألم عميق وحزن لا يقل عن أي مأساة شخصية يمكن أن يمر بها الإنسان.
وفاة زوجة عبد المنعم إبراهيم
وقال إبراهيم في لقاء نادر له رصده موقع تحيا مصر: أنا من أكثر الفنانين اللي حسوا بالحزن والأسى والألم رغم أني كوميديان، زوجتي توفت وتركتلي ٤ أطفال، أصغرهم عنده سنة واحدة فقط، وأضاف أن سنوات مرضها كانت صعبة للغاية، فقد عاش معها سنتين مليئتين بالتحديات والمعاناة الصحية، حتى جاءه الخبر الصادم من الطبيب قبل وفاتها بشهرين، الذي أخبره بأن أمامها ستة أشهر على الأكثر.
ورغم كل ذلك الألم، لم يتوقف الفنان عن ممارسة عمله، وكان يذهب إلى المسرح ليضحك الجمهور ويؤدي عروضه، في موقف يعكس قوة تحمله واحترافيته، رغم أن كل زملائه كانوا يشعرون بمعاناته الحقيقية، "كنت بروح المسرح وأضحك الناس، وكل زملائي اللي حواليا حسوا بمأساتي"، قال إبراهيم.
أخر لقاء بين عبد المنعم إبراهيم وزوجته
وأوضح الكوميديان أن آخر لقاء جمعه بزوجته كان مؤثرًا للغاية، حين سافر إلى بودابيست لتصوير عمل فني، حيث ودعته زوجته في المطار وكانت تلك آخر نظرة عينيه في عينها قبل أن يغادر، وأضاف بصوت مملوء بالحنين: "وكان غصب عني، ومقدرش أجل التصوير، ورغم ذلك كان قلبي معها."
من خلال حديثه، ظهر الجانب الإنساني العميق لعبد المنعم إبراهيم، الفنان الذي اعتاد الناس أن يربطه الضحك بالكوميديا، ولكنه كشف عن صراع داخلي كبير، وألم فقدان حبه وعائلته، وكيفية محاولته التوازن بين حياته الشخصية ومسؤولياته المهنية.
معلومات عن عبد المنعم إبراهيم
ولد الفنان الكوميديان عبد المنعم إبراهيم في 24 ديسمبر 1924 في محافظة بني سويف، وتعود أصوله إلى قرية ميت بدر حلاوة بمحافظة الغربية. منذ صغره أبدى اهتمامًا بالفنون، فبعد إتمام تعليمه الثانوي في المدارس الصناعية ببولاق، التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج فيه عام 1949 بدرجة البكالوريوس في التمثيل. خلال دراسته، تأثر كثيرًا بالفنان الكبير زكي طليمات الذي أصبح مرشده الفني، وبمجرد تخرجه ضمه طليمات إلى فرقة "المسرح الحديث"، لتبدأ مسيرة إبراهيم في عالم المسرح والفن.
بدأ عبد المنعم إبراهيم مشواره الفني على خشبة المسرح، حيث شارك في مسرحيات مثل مسمار جحا وست البنات، قبل أن ينضم إلى فرقة الفنان إسماعيل يس، الأمر الذي أتاح له فرصًا واسعة في مجال الكوميديا والتمثيل الجماهيري، وقد دخل السينما في أوائل الخمسينات، وامتدت مسيرته السينمائية لتشمل أكثر من 170 فيلمًا، من أبرزها سر طاقية الإخفاء وسكر هانم وإشاعة حب وبين القصرين والزوجة رقم 13 وأضواء المدينة، تميز إبراهيم بتقديم أدوار الصديق الوفي أو الرفيق المخلص، مع لمسة كوميدية هادفة تحمل رسالة إنسانية.
0 تعليق