اليوم الذي انفتحت فيه بوابة الشرق والغرب كيف غير افتتاح قناة السويس وجه العالم؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الأحد 16/نوفمبر/2025 - 09:40 م 11/16/2025 9:40:44 PM

في مثل هذا اليوم منذ ١٥٦ عاما وتحديدا في السابع عشر من نوفمبر عام 1869 كانت مصر على موعد مع واحدا من أكثر الأيام اشراقا  في تاريخها الحديث. لم يكن افتتاح قناة السويس مجرد احتفالية صاخبة نظمها الخديوي إسماعيل ليظهر طموحه الأوروبي ويتباهي اما م شعبه ومحبوبته الملكه الفرنسية اوجيني زوجه نابليون الثالث بل كان لحظة فارقة أعادت رسم خرائط التجارة وفتحت بوابة جديدة للشرق والغرب ووضعت مصر في قلب المشهد الدولي بما له وما عليه حضرها ايضا إمبراطور النمسا وملك بروسيا ووفود من كل أوروبا وايضا مبعوثون من السلطنة العثمانية وفارس وروسيا وقادة عسكريون ودبلوماسيون وإعلام من كافة أنحاء العالم.
بدأت فكرة ربط البحرين المتوسط والأحمر بمحاولات كثيرة منذ عصور الفراعنة وفشلت قناة سيزوستريس وغيرها حيث ساد اعتقاد خاطئ باختلاف منسوب البحرين وان اي محاوله لضمهما ستؤدي لإغراق مصر بالكامل.. الي ان جاء فرديناند ديليسبس بمشروعه في منتصف القرن التاسع عشر وحصل علي امتياز حفر القناه من الخديوي سعيد ليبدأ التنفيذ العملي.
حفر القناة استنزف جهود عشرات الآلاف من العمال المصريين وأثارت جدلا واسعا حول شروط الامتياز وكلفة المشروع لكنها مع ذلك كانت مشروعا عملاقا يغير قواعد اللعبة في الملاحة الدولية ولايمكن تجاهله.
الخديوي إسماعيل أراد أن يجعل من افتتاح القناة إعلانا رسميا بأن مصر جزء من أوروبا الحديثة.. فمع اقتراب لحظة الافتتاح ضخ إسماعيل ملايين الجنيهات لتزيين المدن الثلاث بورسعيد والإسماعيلية والسويس بعمل طرق جديدة وقصور مؤقتة وحدائق وجسور ومباني أُسست خصيصا لاستقبال ضيوف الحدث الأكبر.
لكن هذا البريق كان يخفي خلفه تكلفة اقتصادية ضخمة. فالقروض الأوروبية تزايدت وأصبحت أعباء الاحتفالات جزءا من سلسلة التزامات فتحت الباب لاحقا للتدخل الأوروبي في الشؤون المصرية ثم الاحتلال البريطاني.
في صباح الافتتاح تقدمت السفينة الفرنسية (لاأيجيل) الموكب البحري وأعلنت للمرة الأولى عبورا مباشرا بين البحرين. المدن الثلاث اشتعلت بالأضواء والاحتفالات امتدت أياما بحفلات رسمية واستقبال دبلوماسي وومأدبات ملكية ضخمة أراد إسماعيل أن يقدم فيها مصر بصورة دولة قوية طموحة تسير نحو الحداثة.
في السنوات الأخيرة عاد الجدل حول تمثال فرديناند ديليسبس في بورسعيد الذي أُزيل بعد العدوان الثلاثي باعتباره رمزًا للهيمنة الأجنبية ونقل خلسة لاحد المتاحف بمدينه الاسماعيليه.. المطالبون بإعادته يرون أن التمثال جزءا من ذاكرة المدينة ومشهدها العمراني وتاريخ القناة نفسه. بينما يرى المعارضون أن ديليسبس كان واجهة لمشروع استغلت فيه العمالة المصرية بالسخرة وأن عودته لا يمكن فصلها عن سياق سياسي حساس عاشته البلاد. 
وتتكرر في الخطاب المعارض أرقام مبالغ فيها حول ظروف الحفر خاصة المزاعم بأن المشروع قام بالكامل بالسخرة وأن 120 ألف مصري لقوا مصرعهم لكن الوثائق الرسمية تقدم صورة مختلفة تماما
- الخديوي سعيد اشترط ان تكون حصته في شركه قناه السويس العالمية هي توفير عماله مصريه للعمل في الحفر.. السخرة وجدت في بداية المشروع فقط (1859–1863) ضمن نظام العمل الإلزامي السائد وقتها وتم إلغاؤها رسميا في 1863 بقرار من الخديوي إسماعيل.
-بعد الإلغاء اعتمدت الشركة على عمالة أجيرة مصرية وأجنبية من اليونان وايطاليا ولم يستكمل المشروع بالسخرة كما يروج بعض المعارضون حيث شارك في العمل ٢٠ الف مصري و٨٠ الف اجنبي وتساوي الجميع في الاجر.
-اثناء الحفر انطلقت الفئران بين العماله لينتشر مرض الطاعون ويودي بحياه الكثيرون الي ان جاء حبيب باشا السكاكيني وهو رجل أعمال مصري من أصول سورية مسيحية  حيث اطلق اطلق جحافل من القطط اثناء حفر القناه لتقضي تماما علي الفئران وعلي مرض الطاعون.
-سجلات الشركة تثبت أن عدد العمال المصريين لم يتجاوز 20–25 ألفًا على مدار سنوات الحفر وليس 100 أو 200 ألفًا.
-الشركة استعانت بما بين 30 و80 ألف عامل أجنبي من الإيطاليين واليونانيين والمالطيين وغيرهم.
-رقم 120 ألف وفاة لا وجود له في أي مصدر معاصر موثوق ولا في مراسلات ديليسبس ولا في سجلات الشركة أو تقارير القناصل الأوروبيين.
-التقديرات التاريخية الجادة  وتقرير منظمه الصحه العالمية تجعل عدد الوفيات بين 3،000 و8،000 حالة خلال عشر سنوات وهو رقم مؤسف لكنه منطقي مقارنة بمعايير العمل في القرن التاسع عشر وانتشار مرض الطاعون.
-تضخيم الأرقام بالكذب هو جزء من خطاب تعبوي ظهر بعد منتصف القرن العشرين وبعد تأميم القناة بعيدًا عن أي وثيقة أو سجل رسمي.
- الهجوم الشرس والمغرض من بعض الكتاب والاعلاميين الناصريين علي قرار اعاده التمثال لمكانه في مدخل مدينة بورسعيد ( بعد ان اعلن السيد رئيس الوزراء والسيد محافظ بورسعيد ذلك ) ادي للاسف الي تأجيل القرار والذي يتمني شعب بورسعيد كله (باستثناء بعض الحنجوريين ) سرعه عودته كجزء اصيل وحيوي من تاريخ المدينه الباسله.. وكل عام وبورسعيد ومصر كلها بخير وامان.

ads

أخبار ذات صلة

0 تعليق