في عمر الثانية عشرة فقط، استطاعت نيللي يس محمد، تلميذة الصف السادس الابتدائي بمدرسة الصديق الدولية بمدينة العاشر من رمضان، أن تصنع لنفسها عالمًا مختلفًا، تتحرك فيه بخيال واسع وإصرار لافت، رغم صغر سنها والتحديات التي واجهتها.

ليست مجرد طفلة موهوبة في الرسم، لكنها حالة خاصة من الشغف والبحث والعمق الذي لا يتوقعه الكثيرون في هذه المرحلة العمرية.
نيللي تعشق الطبيعة والهدوء، وتتعامل مع العالم بمنطق السؤال قبل الإجابة ترفض الحفظ والتلقين، ولا تتقبل المعلومة ما لم تفهمها، حتى في قراءتها للقرآن الكريم تبحث بنفسها عن معاني الكلمات والآيات، محاولة إدراك ما وراء النص، وكأن روحًا كبيرة تسكن عقل طفلة صغيرة وذلك حسبما صرحت والدتها لـ"الدستور".
ومنذ سنواتها الأولى، وجدت نيللي في الرسم مساحة آمنة تعبّر فيها عن نفسها، عن أفكارها، عن عالمها الداخلي الذي لا يشبه أحدًا موهبتها لم تُصنع صدفة؛ فهي ترسم برؤيتها الخاصة، لا تقلد، ولا تكرر، بل تُعيد تشكيل ما تراه بعينها الهادئة وقلبها المليء بالخيال.
حبها للفضاء والفلك دفعها إلى رسم لوحات تتجاوز أعمار الفنانين الكبار، وتكشف قدرة على التخيل والبناء البصري.
ورغم موهبتها اللافتة، لم تكن رحلة نيللي سهلة؛ فقد تعرضت للتنمر داخل المدرسة بسبب أنها غير إجتماعية ذلك التنمر الذي كان يمكن أن يكسر طفلة غيرها، لكنه لم يستطع أن يكسرها.
اختارت نيللي أن تجعل من الرسم وسيلتها للدفاع عن ذاتها، وطريقتها في التعبير عن اختلافها، وأن المختلفين يمكن أن يبدعوا أكثر من غيرهم.

تحلم نيللي أن تصبح رسامة مشهورة، وأن تُعرض أعمالها في كل مكان وتقول والدتها لـ الدستور: تحلم أن يعرف الناس ما بداخلها من خيال، وأن تصل رسوماتها إلى العالم كله، وأن تصبح مثالًا لكل طفل مختلف تعرض للتنمر لكنه قرر ألا يستسلم.






0 تعليق