الهجرة غير الشرعية وأحلام كارثية

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 13/نوفمبر/2025 - 10:33 ص 11/13/2025 10:33:53 AM

إن ظاهرة الهجرة غير الشرعية تعنى دخول دولة ما دون أوراق قانونية عبر عدة طرق غير قانونية دون المرور على المنافذ الشرعية لدخول الدولة، وتتم هذه العملية عبر  عصابات دولية تعمل فى تسهيل الهجرة غير الشرعية، وفى بعض الأحيان تستخدم المهاجرين ضمن تجارة الأعضاء ويدفع المهاجرون أموالًا طائلة لتلك العصابات من أجل تنفيذ هجرتهم. 
وتعتبر مصر من الدولة الملتزمة بالقانون الدولى والتى استطاعت أن تمنع الهجرة غير الشرعية عبر السواحل المصرية، فلم يخرج مركب هجرة شرعية من السواحل المصرية منذ عام ٢٠١٦ حتى الآن بالرغم من أن مصر تعانى من وجود عدد كبير من اللاجئين الأفارقة والعرب وتستضيفهم على أرضها، فلم تساعد على ترحيلهم إلى أوروبا بل تتحمل جميع تبعات وجودهم على الأراضى المصرية، وتعتبر الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا أو إلى غيرها من المهالك التى تتسبب فى كوارث وسجن وموت من يقوم بها، وفى حال نجاح الهجرة يوجد بها الكثير من الإذلال والعمل فى وظائف متدنية لساعات طويلة دون مراعاة قوانين العمل الدولية لعدم وجود أوراق ثبوتية تتيح الإقامة فى الدول الأوروبية، وهذا مخالف للشريعة لما فيها من تسبب المسلم فى إذلال نفسه، وما يترتب على ذلك من سجن فى بعض الأحيان أو المتاجرة بأعضائه بعد قتله أو طلب فدية من أهله مقابل عودته مرة أخرى إلى موطنة الأصلى، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: لا ينبغى للمسلم أن يذل نفسه، قالوا: وكيف يذل نفسه يا رسول الله؟ قال: يعرض نفسه من البلاء لما لا يطيق.. صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
وتنتشر ظاهرة الهجرة غير الشرعية بين فئة الشباب بحثًا عن الثراء السريع ولتكرار تجارب بعض الشباب الذين عادوا وقد امتلكوا المال وتزوجوا من أرقى العائلات، ولكن هؤلاء هم النسبة القليلة ممن هاجروا ولكن هناك الكثير من القصص عمن فقدوا أرواحهم أو تم الاتجار بأعضائهم، وفى بعض الأحيان تم طلب فدية من أهلهم فيزدادون فقرًا، ومن المحتمل ألا يرجعوا إلى بلادهم بعد دفع الفدية. 
وتنشط فى إفريقيا عصابات الهجرة غير الشرعية العابرة للحدود عبر وسطاء محليين فى عدة دول وتبدأ الرحلة بتجميع مبالغ مالية يتم تجميعها من الأفراد الحالمين بالهجرة غير الشرعية ويتم تجميعهم فى ليبيا على سبيل المثال حيث الحرب الأهلية وسيطرة بعض الميليشيات على مناطق ساحلية وتبدأ الرحلة داخل الأراضى الليبية التى تبذل السلطات التابعة للمناطق التى يسيطر عليها الجيش الليبى على منع الهجرة وترحيل الشباب إلى بلادهم. 
وهناك ميليشيات فى بعض المناطق الخارجة عن سيطرة الجيش الليبى يتم فى بعض الأحيان القبض على المهاجرين وطلب فدية من أهلهم مع عدم ضمان عودتهم بعد دفع الفدية، وفى بعض الأحيان يتم تسليمهم لتجار الأعضاء البشرية، وفى بعض الأحيان تتم الهجرة عبر مركب متهالك دون وجود وسائل أمان ولا يهم عصابات الهجرة نجاة المركب بمن فيه فقد أخذوا أضعاف ثمنه من المهاجرين. 
إن ظاهرة الهجرة غير الشرعية أشبه بمغامرة غير محسوبة العواقب، فقد تكلف الشخص حياته وتجبر أهله على بيع جميع ممتلكاتهم وأخذ قروض من أجل دفع فدية لعودة أبنائهم، وفى الأغلب الأعم يتم فقدهم عن طريق الغرق أو المتاجرة بأعضائهم أو سجنهم. 
إن البحث عن المال والحصول عليه يكون فى حدود العقل، فالمال أدنى درجات الرزق ولا بد للإنسان أن يحتكم للعقل ولا يعرض نفسه للتهلكة، فتعلم حرفة أو مهنة أو الحصول على درجة علمية مع مهارات عملية توفر فرص عمل شريفة. إن مقاومة الفقر وتوفير حياة كريمة من مهام الحكومات فى مختلف البلاد فظاهرة الهجرة غير الشرعية ظاهرة إقليمية ودولية لا تقتصر على دولة معينة بل تتم عبر عدة دول. 
ودعوة من القلب لشبابنا عليهم بالعلم والعمل وعدم استعجال الثراء السريع، والعيش فى كنف الأسرة فى أمن وأمان يحقق السعادة وراحة البال حلم الإنسان الحقيقى الذى يبحث عنه منذ مولده حتى مماته.. دُمتم فى راحة بال وسعادة.

ads
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق