أكدت الدكتورة إيمان سند، كاتبة أدب الطفل، أن الكاتب العالمي هانز كريستيان أندرسون كان له تأثير كبير في تغيير نظرتها للكتابة للأطفال، موضحة أنه جعلها تؤمن بأن الكتابة للطفل هي في جوهرها كتابة للإنسان عمومًا.
وأضافت "سند" في تصريح لـ"الدستور"، أن أندرسون جعلها تشعر بأن النص الموجّه للطفل يجب أن يكون قادرًا على الوصول والتأثير في جميع القراء، قائلة: "خلّاني أحس إن الكتابة للطفل هي الكتابة لكل البشر، لازم توصل وتتحس وتبقى على مستويات مختلفة".
وترى سند أن هذا الفهم العميق لطبيعة الكتابة الموجهة للصغار هو ما يمنح أدب الطفل قيمته الإنسانية والفكرية، إذ لا يقتصر على التسلية أو التعليم، بل يمتد ليعبر عن خبرات الإنسان ومشاعره في أبسط وأصدق صورها.
وأضافت: أن الاطلاع على أعمال أندرسون حفّزها على تطوير أسلوبها الشخصي في الكتابة، بحيث يكون النص ممتعًا للطفل وملهمًا في الوقت نفسه، قادرة على نقل رسائل الحياة والقيم الإنسانية بطريقة سلسة وعميقة.
ويُعتبر هانز كريستيان أندرسون واحدًا من أعظم كتّاب قصص الأطفال في التاريخ، وقد اشتهر بإبداعه في المزج بين الخيال والواقع، مقدمًا قصصًا تحمل قيمًا إنسانية وأخلاقية عميقة، مثل "البطة القبيحة" و"الأميرة والضفدع" و"الفتاة الصغيرة بالقداح الصغيرة"، ومن خلال شخصياته الخيالية وحكاياته المعبرة، استطاع أندرسون أن يعكس صراعات الإنسان وأحلامه وأمله بطريقة تصل إلى كل الأعمار.
ويُعرف عن أندرسون أيضًا قدرته الفريدة على مزج الحزن والبهجة في سرد قصصه، مما يجعل القارئ يتأثر عاطفيًا ويستوعب الدروس الإنسانية دون أن يشعر بأنه يتلقى درسًا مباشرًا. وقد ألهم أسلوبه العديد من كتّاب أدب الطفل حول العالم لتقديم نصوص تجمع بين المتعة والفكر والمعنى العميق.













0 تعليق