فنزويلا تعبئ جيشها في "انتشار ضخم".. مادورو يتوعدواشنطن بردّ مؤلم

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعلن الجيش الفنزويلي، الثلاثاء، عن تنفيذ انتشار عسكري واسع النطاق في مختلف أنحاء البلاد، في خطوة وصفها مراقبون بأنها أكبر تعبئة عسكرية داخلية منذ عقدين، وجاءت ردًا مباشرًا على التحركات الأميركية في البحر الكاريبي.

وقالت وزارة الدفاع الفنزويلية في بيان رسمي إن القوات "انتشرت بكثافة في كل المناطق الدفاعية لحماية السيادة الوطنية والتصدي لأي تهديد خارجي"، مؤكدة أن الخطوة تأتي "ردًا على التهديدات المتزايدة من واشنطن".


واشنطن تبرر الوجود العسكري بـ"مكافحة المخدرات"

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وصول حاملة طائرات أميركية إلى سواحل أميركا اللاتينية لدعم عمليات مكافحة تهريب المخدرات، في إطار ما تصفه واشنطن بـ"الانتشار الوقائي في الكاريبي".

وأوضح البيان الأميركي أن "العمليات تستهدف الحد من تدفق المخدرات إلى الأراضي الأميركية عبر البحر"، مشيرًا إلى أن ست سفن حربية تواصل نشاطها في المنطقة منذ أغسطس الماضي.

وأفادت تقارير عسكرية بأن 20 غارة جوية أميركية استهدفت سفنًا يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات، ما أدى إلى مقتل 76 شخصًا على الأقل خلال الأشهر الأخيرة، في تصعيد وصفته فنزويلا بأنه "عدوان مباشر وغير مبرر".


كاراكاس تتهم واشنطن بـ"ذرائع النفط والمخدرات"

الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اعتبر أن "الإدارة الأميركية تستخدم ذريعة الاتجار بالمخدرات كغطاء لزعزعة استقرار فنزويلا والسيطرة على ثرواتها النفطية"، مضيفًا أن بلاده "لن تسمح بتكرار سيناريوهات الغزو المقنع تحت شعارات إنسانية".

وأكد مادورو في خطاب متلفز مساء الإثنين أن فنزويلا تمتلك القوة والنفوذ للرد، مشددًا على أن أي "عدوان أميركي سيُواجَه بقرار التعبئة العامة والقتال من أجل الدفاع عن الوطن".


دعوات للحوار وسط أجواء مشحونة

ورغم نبرته الحادة، جدّد مادورو دعوته إلى "حوار متكافئ" مع واشنطن، مؤكدًا أنه مستعد للتفاهم على أساس "الاحترام المتبادل ووقف التدخلات".

في المقابل، لم تُظهر الإدارة الأميركية أي مؤشرات على التراجع، بينما اعتبرت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن التوتر بين الطرفين قد يتطور إلى مواجهة بحرية محدودة إذا استمر التصعيد.

ويرى محللون أن المشهد الحالي يعيد أجواء الحرب الباردة في نصف الكرة الغربي، حيث تتقاطع المصالح النفطية والأمنية بين واشنطن وحلفائها من جهة، وكاراكاس الداعمة لمحور موسكو–بكين من جهة أخرى.


فنزويلا بين التعبئة والدبلوماسية

بينما تستعرض فنزويلا عضلاتها العسكرية في مواجهة "الإمبريالية"، تبقى البلاد تحت وطأة أزمة اقتصادية خانقة وعقوبات أميركية مشددة.

ويؤكد خبراء أن أي مواجهة مباشرة ستكون مكلفة للطرفين، لكن مادورو يبدو مصممًا على استثمار الأزمة داخليًا لتعزيز موقعه السياسي قبيل الانتخابات المقبلة، وسط شعار متكرر في خطاباته: "إذا ضربت الإمبريالية، فالشعب كله سيقاتل."

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق