بينما كانت أنظار العالم تتجه نحو أسواق الطاقة، خطت مصر خطوة حذرة في عالم الغاز الطبيعي المسال، محافظة على توازنها بين احتياجات السوق المحلي والتصدير، لتثبت أنها قادرة على إدارة مواردها الاستراتيجية بذكاء ودقة.
تعليق تصدير الغاز منذ مايو 2024 لإعطاء الأولوية للسوق المحلي
كشف تقرير منظمة أوابك حول تطورات الغاز الطبيعي المسال والهيدروجين للربعين الثاني والثالث من 2025، أن مصر، التي قررت تعليق تصدير الغاز منذ مايو 2024 لإعطاء الأولوية للسوق المحلي بسبب ارتفاع الطلب، قامت بتصدير شحنتين فقط خلال الفترة من أبريل إلى سبتمبر.
إجمالي صادرات مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 نحو 0.145 مليون طن
وجاءت الشحنة الأولى إلى الصين في أبريل، بينما تم توجيه الثانية إلى إسبانيا في سبتمبر، فيما لم تُسجّل أي صادرات خلال الربع الأول من العام. ووفقًا لما أشار إليه المهندس وائل حامد، خبير الصناعات الغازية بمنظمة أوابك، بلغ إجمالي صادرات مصر خلال الأشهر التسعة الأولى من 2025 نحو 0.145 مليون طن.
مصر ما زالت فاعلة على الخارطة الدولية للطاقة
تعكس هذه الصادرات المحدودة قدرة مصر على الموازنة بين تلبية الطلب المحلي المتزايد والحفاظ على حضورها في أسواق الغاز العالمية، وورغم توقف التصدير لفترة طويلة، تؤكد الشحنتان إلى الصين وإسبانيا في 2025 أن مصر ما زالت فاعلة على الخارطة الدولية للطاقة، مع الحرص على استدامة مواردها الطبيعية وتلبية احتياجات المواطنين أولًا، ما يعكس استراتيجية واضحة لإدارة الطاقة الوطنية بشكل مسؤول ومتوازن، ويُعزز من مكانتها بين كبار منتجي الغاز الطبيعي المسال، ويعد رسالة مطمئنة للمستثمرين والشركاء الدوليين حول الاستقرار والأمن الطاقي في البلاد.
وتمثل شحنتا الغاز المسال المصدرتان خلال أبريل وسبتمبر 2025 لمحة عن استراتيجيات مصر في قطاع الطاقة، حيث تجمع بين تلبية الاحتياجات المحلية وحفظ مكانتها على الساحة الدولية، وهذه الخطوة تشير إلى إدارة دقيقة للموارد، توازن بين النمو الاقتصادي واستقرار السوق الداخلي، مع إرسال رسالة واضحة للشركاء والمستثمرين بأن مصر قادرة على التحكم في صادراتها حسب أولوياتها الوطنية.
ورغم محدودية الكميات، فإنها تعكس قدرة الدولة على توجيه الطاقة نحو الأسواق العالمية في أوقات مناسبة، ما يعزز الثقة بمستقبل قطاع الغاز الطبيعي ويؤكد التزام مصر بتأمين حاجاتها المحلية أولًا.















0 تعليق