في مشهد انتخابي مميز يجمع بين الأصالة والهوية الوطنية، أدلى مجموعة من الرجال والسيدات في العديد من اللجان الانتخابية بأصواتهم مرتدين الزي الصعيدي والعرباوي المتمثل في الجلابية والعمة.
إذ إنه في اليوم الأول من ماراثون انتخابات مجلس النواب 2025 ظهر حضورهم اللافت، وهو ما أثار اهتمام الجميع داخل وخارج اللجان، ليصبح تجسيدًا حيًا للفخر بالتراث المصري الأصيل وسط أجواء سياسية حيوية.
وقال مصطفى عابدين محمد، أحد المشاركين الذين ظهروا بالزي الصعيدي، إن المشاركة في الانتخابات واجب وطني، مؤكدًا أن "النائب هو صوت المواطن في البرلمان، والمسئول عن نقل هموم الناس ومشاكلهم إلى الجهات المختصة"، مشددًا على ضرورة اختيار من يراعي مصلحة الوطن قبل أي شيء آخر.

ويأتي هذا المشهد التراثي المبهج متزامنًا مع الانتشار الواسع لما يعرف بـ"ترند الجلابية"، الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأيام الماضية، والذي كان قد بدأ عقب افتتاح المتحف المصري الكبير، حين أثارت تصريحات إحدى الإعلاميات الجدل بعد انتقادها ظهور صورة رجل مرتديًا الجلابية في الافتتاح، واعتبارها غير ملائمة لصورة "مصر الحديثة"، ولكن ردود الفعل الشعبية كانت حاسمة، حيث عبّر المصريون عن رفضهم تلك التصريحات عبر نشر صورهم بالجلابية على المنصات المختلفة، في مشهدٍ من الاعتزاز بالهوية الثقافية والزي الشعبي الأصيل.
وبينما انطلقت انتخابات مجلس النواب 2025 اليوم الإثنين في 14 محافظة ضمن المرحلة الأولى— منها الجيزة، الفيوم، بني سويف، المنيا، أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، وأسوان— فإن توافد المواطنين بالزي التقليدي في بعض اللجان، مثل لجنة الشيخ زايد، يعكس امتداد هذا الترند إلى الحياة الواقعية، ليتحول من ظاهرة رقمية إلى تعبير سياسي وثقافي على أرض الواقع.

الجلابية التي كانت عنوانًا للفخر الشعبي على مواقع التواصل، أصبحت اليوم رمزًا للمشاركة الوطنية، إذ حمل حضور الرجال بها إلى صناديق الاقتراع رسالة واضحة مفادها أن الهوية المصرية الأصيلة لا تتعارض مع الحداثة أو المشاركة السياسية، بل تتكامل معها، فالمواطن المصري في الصعيد والدلتا والواحات يجمع بين الحفاظ على تراثه والمشاركة الفاعلة في بناء مستقبل بلاده.
وقد أشاد العديد من المتابعين بهذا المشهد باعتباره امتدادًا طبيعيًا لترند الجلابية، لكن في سياق وطني أوسع، حيث تجسدت رمزية الفخر بالتراث في سلوك فعلي تمثل في التواجد في اللجان الانتخابية بالزي الشعبي، ليصبح ذلك رمزًا للانتماء والمواطنة في آن واحد.










0 تعليق