تواصل تركيا جهودها الدبلوماسية والإنسانية في قطاع غزة، حيث أعلن مسؤول تركي رفيع المستوى أن أنقرة تعمل حاليًا على تأمين ممر آمن لنحو 200 مدني فلسطيني عالقين داخل أنفاق غزة، في خطوة تُظهر الدور المتنامي لتركيا في إدارة الملفات الإنسانية المعقدة بالقطاع.
وأوضح المسؤول في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" أن التحرك التركي يأتي بعد نجاح بلاده مؤخرًا في تسهيل إعادة رفات الجندي الإسرائيلي هدار جولدن إلى تل أبيب، بعد أكثر من 11 عامًا على مقتله خلال الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحركة حماس عام 2014. وأضاف المسؤول أن هذه الخطوة “تعكس التزام حركة حماس الصريح بوقف إطلاق النار” الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن الجهود الحالية تتركز على إجلاء المدنيين المحاصرين في الأنفاق التي تشهد أوضاعًا إنسانية صعبة للغاية.
وفي المقابل، أكدت حركة حماس أن مقاتليها المتحصنين في مدينة رفح لن يستسلموا أمام القوات الإسرائيلية التي تواصل عملياتها في الجنوب، داعية الوسطاء الدوليين إلى التدخل العاجل لمنع انهيار اتفاق وقف إطلاق النار المستمر منذ نحو شهر.
من جهتها، أعلنت إسرائيل تسلّمها رفات الضابط جولدن بعد تسليمها عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في صفقة تمت بتنسيق إقليمي واسع شاركت فيه تركيا، التي كانت من بين الدول الراعية للاتفاق الأخير بين إسرائيل وحماس، إلى جانب دعم مباشر من الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.
ويُنظر إلى التحرك التركي الجديد كجزء من دبلوماسية إنسانية نشطة تهدف إلى تعزيز فرص السلام والاستقرار في قطاع غزة، خاصة مع تصاعد الأزمات الإنسانية الناتجة عن العمليات العسكرية والحصار المستمر. كما يرى مراقبون أن أنقرة تحاول لعب دور الوسيط المتوازن الذي يجمع بين الجهود الإنسانية والتفاوض السياسي، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لتمديد التهدئة وضمان حماية المدنيين.












0 تعليق