نجح فريق من الباحثين في ابتكار تقنية جديدة ومتقدمة تُعرف باسم ترجمة ذهنية، تهدف إلى قراءة أفكار الشخص من خلال إجراء مسح دماغي دقيق باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، حيث تعتمد هذه التقنية على عملية تحسين تكرارية، تولد من خلالها نماذج اللغة المقنعة (MLM) أوصافًا نصية دقيقة لمحتوى ما يراه أو يتذكره الشخص في ذهنه، من خلال مواءمة السمات النصية مع الأنماط الدماغية المفككة بطريقة مبتكرة، وهو ما يمثل طفرة كبيرة في مجال التفاعل بين الدماغ والحاسوب.

ترجمة ذهنية للفيديو من الإدراك البشري

في المرحلة الأولى من التجربة، شاهد ستة مشاركين 2196 مقطع فيديو قصيرًا شمل مشاهد وحركات وأحداثًا متنوعة، بينما كان نشاط أدمغتهم يُسجل بدقة عبر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي.

 وشملت العينة ناطقين أصليين باليابانية وغير ناطقين بالإنجليزية، حيث طُوّرت الأوصاف النصية بواسطة نماذج متقدمة مثل RoBERTa-large بعد معالجة السمات المستخلصة من مقاطع الفيديو بواسطة وحدة تعلم مسبقة التدريب DeBERTa-large.

 وتمت عملية التحسين التكراري لتحويل الأوصاف المبدئية المجزأة إلى نصوص متماسكة، تعكس بدقة محتوى الفيديو، بما في ذلك التغيرات الديناميكية للأحداث والتفاعلات بين العناصر المختلفة، وهو ما أثبتت مقارنة النتائج مع التسميات الصحيحة والخاطئة أن دقتها وصلت إلى حوالي 50%، متفوقة بذلك على الأساليب الحالية.

قراءة الذكريات وتطبيقاتها المستقبلية

في المرحلة الثانية، طُلب من المشاركين تذكر مقاطع الفيديو نفسها أثناء مسح دماغي، حيث أثبتت التقنية قدرتها على إنتاج أوصاف دقيقة تعكس محتوى الذكريات، رغم تفاوت الدقة بين الأفراد، وبلغت القدرة على التعرف على الفيديو المستدعى نحو 40% من بين 100 مرشح، ما يعكس فعالية هذه التقنية في قراءة الذكريات، وليس فقط التجارب البصرية المباشرة.

أفق واعد لاستعادة التواصل البشري

تمثل ترجمة ذهنية أملًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون من فقدان القدرة على الكلام، مثل ضحايا السكتات الدماغية، حيث يمكن للترجمة الذهنية أن تستعيد لهم القدرة على التواصل بشكل أكثر تعقيدًا وعمقًا مقارنة بالأساليب التقليدية، إذ يتيح النظام فهم المعاني والعلاقات بين المفاهيم وليس مجرد الكلمات، ومع ذلك، تؤكد الدراسة على الحاجة إلى مزيد من التطوير والتحسين قبل تطبيقها على نطاق واسع.