تسمّم الرُضّع في أميركا.. حليب صناعي تحت المجهر بعد رصد بكتيريا قاتلة

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في حادثة تُثير الذعر بين الأسر الأميركية، أعلنت السلطات الصحية في الولايات المتحدة عن رصد حالات إصابة نادرة بين الرُضّع نتيجة تلوّث محتمل في أحد منتجات الحليب الصناعي، وسط مخاوف من انتشار بكتيريا “كلوستريديوم بوتولينيوم” القاتلة، المعروفة بتسبّبها في مرض “تسمّم الرُضّع” أو Infant Botulism.


تفاصيل الأزمة الصحية

كشفت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن ما لا يقل عن 13 رضيعاً في عشر ولايات أميركية أُصيبوا بأعراض تسمّم حاد بعد تناول حليب صناعي من إنتاج شركة ByHeart Inc..

السلطات الصحية سارعت إلى فتح تحقيق موسّع، بينما أعلنت الشركة سحب دفعتين من منتجها المعروف باسم “Whole Nutrition Infant Formula” كإجراء احترازي، بعد الاشتباه في احتمال تلوّثه ببكتيريا سامة.

وأشارت التقارير إلى أن العبوات التي تم سحبها تحمل الأرقام التسلسلية 206VABP/251261P2 و206VABP/251131P2، وتاريخ انتهاء صلاحية في ديسمبر 2026.


بكتيريا قاتلة.. وأعراض صامتة

المرض ناتج عن بكتيريا Clostridium botulinum التي تُنتج سماً عصبياً بالغ الخطورة يُعدّ من أقوى السموم المعروفة.

تستقر البكتيريا في أمعاء الرُضّع غير الناضجة فتُنتج السم داخلياً، ما يؤدي إلى أعراض تبدأ عادةً بـ الإمساك، ثم ضعف العضلات، وصعوبة في البلع والتنفس، وبكاء ضعيف غير معتاد.

ويحذّر الأطباء من أن تطوّر الحالة دون علاج عاجل يمكن أن يؤدي إلى شلل كامل أو وفاة مفاجئة.

تقول مراكز الصحة الأميركية إن فترة ظهور الأعراض قد تمتد من 18 إلى 36 ساعة بعد تناول الحليب الملوث، ما يجعل الاكتشاف المبكر أمراً بالغ الأهمية لإنقاذ حياة الطفل.


موقف السلطات والشركة المنتجة

هيئة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) أكدت أنها لم تتوصل بعد إلى دليل قاطع يربط مباشرة بين المنتج وحالات الإصابة، لكنها شددت على أن التحقيقات ما زالت جارية بمشاركة خبراء من CDC ووزارة الصحة.

من جانبها، أعلنت شركة ByHeart أنها اتخذت قرار السحب "طوعاً وبشكل احترازي"، مؤكدة أنها لم ترصد وجود السمّ البكتيري في أي عينة من منتجاتها.

لكنها شددت في بيان رسمي على "التزامها الكامل بمعايير الجودة وسلامة المستهلكين"، داعيةً الأهالي إلى التوقف فوراً عن استخدام العبوات ذات الأرقام المحددة والتواصل مع خدمة العملاء لاستبدالها.


خطر متزايد وتحذيرات للأهالي

رغم أن حالات تسمّم الرُضّع تُعد نادرة في الولايات المتحدة، فإنها تُصنَّف ضمن الأمراض عالية الخطورة بسبب سرعة تأثيرها وضعف المناعة لدى الأطفال حديثي الولادة.

ويحذّر الأطباء من استخدام أي منتج حليب صناعي مشكوك في مصدره، مؤكدين على أهمية التعقيم الجيد للأدوات واتباع إرشادات التخزين والاستخدام بدقة.

كما دعت السلطات الأُسر الأميركية إلى مراجعة الطبيب فور ظهور أعراض غير طبيعية على الطفل بعد تناوله الحليب الصناعي، خاصةً في حال ضعف الحركة أو صعوبة البلع أو التنفس.


تحقيقات مستمرة وقلق شعبي

تُواصل الجهات الصحية تحقيقاتها لتحديد مصدر البكتيريا بدقة، وسط مخاوف من احتمال تأثر دفعات أخرى من منتجات الشركة أو شركات منافسة.

الحادثة، بحسب محللين، كشفت عن ثغرات محتملة في أنظمة الرقابة على الأغذية الخاصة بالأطفال، ما دفع أصواتاً في الكونغرس للمطالبة بتشديد القوانين وضمان اختبارات سلامة أكثر صرامة قبل طرح المنتجات في الأسواق.


خلاصة المشهد

أزمة الحليب الصناعي الملوث في أميركا أعادت تسليط الضوء على هشاشة منظومة الغذاء الخاصة بالأطفال، وأكدت أن أي تقصير في مراحل الإنتاج أو التخزين قد يتحول إلى كارثة صحية.

ورغم عدم تسجيل وفيات حتى الآن، فإن القضية تمثل جرس إنذار للأُسر وصنّاع القرار، بأن سلامة الرضيع لا تحتمل التجربة أو المجازفة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق