فى صباحٍ باهت الملامح، كانت حقيبةٌ مدرسية صغيرة ملقاة عند زاوية شارعٍ صامت فى الهرم، لا تثير انتباه المارة إلا بعبث طفلٍ فضولى أو نظرة عابرة من عجوزٍ متعجبة.
لم يكن أحدٌ يعلم أن داخل تلك الحقيبة الصغيرة، كانت طفلةٌ رضيعة تستقر فى سكونٍ أبدي، تلفّها ملاءةٌ بيضاء لا تخفى برود جسدها ولا قسوة نهايتها.
لحظات قليلة، وكان الشارع يغصُّ برجال الأمن وأصوات الهمس ترتفع كأنها صلاةُ خوفٍ جماعية، بينما تتعثر الكلمات بين شفاهٍ لا تصدّق أن الحنان يمكن أن يُدفن بهذه الطريقة.
وفى الجهة الأخرى من المدينة، جلست أمٌّ شاحبة الملامح أمام المحققين، تنكر تارة وتبكى تارة أخرى، تحاول أن تجمع بين عذرٍ ودمعةٍ لا تشفع.
قالت إنها لم تقصد، وإنها لم تقتل لكنها فقط تركت طفلتها تبكى وحدها، جائعةً، مرتجفةً، حتى سكتت للأبد، إهمالها لم يكن طعنةً بسكين، لكنه كان موتًا ببطءٍ، أشد قسوة من القتل نفسه.
أجرت جهات التحقيق بالجيزة، تحقيقًا عاجلًا مع سيدة ألقت بجثة طفلتها الرضيعة بعدما وضعتها داخل حقيبة مدرسية بالشارع بمنطقة الهرم، وأمرت بالتصريح بدفن جثة الطفلة بعد الاطلاع على تقرير الطب الشرعى بأسباب الوفاة، وأمرت بحبس الأم المتهمة ٤ أيام على ذمة التحقيقات لعدم تبين أنها السبب فى وفاتها بسبب الإهمال، وطلبت تحريات أجهزة الأمن حول الواقعة.
قتلتها بالإهمال
كشفت أقوال شهود العيان المحيطين بمسرح الحادث، أثناء مثولهم أمام جهات التحقيق، أن والدة الطفلة كانت دائما ما تتركها مفردها وتذهب للعمل بأحد الكافيهات بالمنطقة، وفى يوم الحادث ألقت بجثتها بعدما لفتها بملاءة بيضاء ووضعها داخل حقيبة مدرسية.
وأمرت بالاطلاع على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة ومضاهاتها بأقوال شهود العيان.
القبض على الأم المتهمة
تلقى ضباط مباحث قسم شرطة الهرم بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة طفلة رضيعة داخل حقيبة مدرسية، على الفور انتقل رجال الشرطة لمكان الحادث، وبالفحص تبين صحة البلاغ، وتبين وجود جثة طفلة رضيعة. وبعمل التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدة الطفلة تخلصت من جثة طفلتها داخل حقيبة مدرسية وتركها بالشارع بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما تركتها فى المنزل بمفردها.









0 تعليق