تقدم "الدستور" الحلقة الثانية من سلسلة تحقيقاتها الصحفية حول قضايا الفساد داخل جمعية العاشر من رمضان التعاونية الزراعية لاستصلاح الأراضي بمحافظة الإسماعيلية، حيث نكشف تفاصيل جديدة عن مخالفات جسيمة تورط فيها عدد من قيادات الجمعية، وعلى رأسهم رئيس مجلس الإدارة جمال رمضان سالم.
فساد بلا حدود.. بيع أراضٍ بالملايين بـ6 جنيهات للمتر
حصلت "الدستور" على نسخة رسمية من عقد بيع أرض فضاء داخل الحيز العمراني للجمعية، تُظهر قيام رئيس مجلس الإدارة ببيع قطعة أرض تبلغ مساحتها 333 متر إلى نجله محمد جمال رمضان سالم عام 2022 بسعر 2000 جنيه فقط، أي ما يعادل 6 جنيهات للمتر الواحد، في حين يتراوح السعر الحقيقي للمتر في المناطق المجاورة ما بين 6000 و7000 جنيه في نفس توقيت البيع.
رئيس الجمعية يربح نجله على حساب المال العام.. تفاصيل الصفقة المثيرة
وبحسب العقد الموثق داخل جمعية العاشر من رمضان التعاونية الزراعية للاستصلاح الزراعي، فإن المساحة تبلغ قيراطًا واحدًا و22 سهمًا (نحو 333 مترًا مربعًا) تقع في القطعة رقم 60 مجموعة "م"، وهي أرض فضاء داخل الحيز العمراني، يحدها:
من الناحية البحرية: طريق مستجد بطول 12.81 مترًا،
من الناحية الشرقية: القطعة رقم 7 مجموعة "م" بطول 26 مترًا،
من الناحية القبلية: القطعة رقم 59 مجموعة "م" بطول 12.81 مترًا،
من الناحية الغربية: طريق مستجد بطول 26 مترًا.
من الاستيلاء على أراضي الدولة إلى البيع للذوي
وبموجب العقد، باع رئيس الجمعية الأرض المذكورة بصفته ممثلًا قانونيًا للجمعية، في حين وقع نجله بصفته المشتري، مقابل مبلغ إجمالي قدره 2000 جنيه فقط للمساحة الإجمالية للقطعة شاملة المصروفات، وهو ما يمثل شبهة تلاعب واستغلال للمنصب وتربيح للغير بالمخالفة للقانون.
تلاعب بالمستندات والعقود… كيف استغل رئيس الجمعية نفوذه لصالح نجله؟
ووفقًا لمصدر مسؤول بمديرية الزراعة في الإسماعيلية – فضل عدم ذكر اسمه – فإن هذه الواقعة تمثل "مخالفة صريحة للوائح التعاونيات الزراعية التي تحظر على رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات التصرف في ممتلكات الجمعية لصالح ذويهم أو أقاربهم حتى الدرجة الرابعة دون موافقة الجمعية العمومية والجهات الرقابية المختصة".
أرض بمبلغ زهيد وسعر سوقي بالملايين… فضيحة داخل جمعية العاشر من رمضان
وأكد المصدر أن الفارق الكبير بين السعر الحقيقي وسعر البيع "الرمزي" يكشف عن نية واضحة في تمرير الصفقة لصالح نجل رئيس الجمعية، مستغلًا سلطاته الإدارية، مشيرًا إلى أن مثل هذه التصرفات تفتح الباب أمام شبهات التربح والإضرار بالمال العام.
جمعية العاشر من رمضان تحت المجهر
ويأتي هذا الكشف الجديد استكمالًا لما نشرته "الدستور" في الحلقة الأولى من سلسلة الفساد التي تناولت قضية الاستيلاء على 250 فدانًا من أراضي الدولة وتزوير الخرائط الرسمية داخل الجمعية نفسها، وهي القضية المقيدة بالمحضر رقم (13) مركز الإسماعيلية، والمتورط فيها عدد من قيادات الجمعية ومسؤولين بهيئة المساحة والشهر العقاري.
وتواصل "الدستور" تتبع خيوط الفساد داخل الجمعية بالتنسيق مع المصادر الرقابية والجهات القانونية المختصة، للكشف عن جميع التجاوزات التي تمت خلال السنوات الماضية، في إطار التزامها المهني بفضح الفساد وحماية المال العام.
انتظرونا في الحلقة الثالثة من السلسلة، حيث سنكشف عن قصة فساد جديدة داخل جمعية العاشر من رمضان الزراعية لم تُكشف من قبل.












0 تعليق