قال أنطوان جرير، نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، إن المشهد الإنساني في بعض مناطق السودان لا يزال يثير القلق العميق، مشيرًا إلى ارتفاع أعداد الضحايا من المدنيين والعاملين في المجال الإنساني جراء أعمال العنف المتواصلة.
وأضاف أن الأمم المتحدة تتابع تقارير المراقبين بشأن استهداف من يقدمون المساعدات، مؤكدًا أن هذه الخسائر لا تقتصر على الأثر الإنساني المباشر، بل تمتد لتقويض قدرة المنظمات على الوصول إلى المحتاجين وإنقاذ الأرواح.
وفي لقاء له في برنامج "الحصاد الأفريقي" مع الإعلامي حساني بشير على شاشة "القاهرة الإخبارية"، قال أنطوان جرير إن رصد مقتل عدد من موظفي المنظمات الإنسانية يُعد أمرًا صادمًا ومرفوضًا بكل المقاييس، وأضاف أن الأمم المتحدة تعمل مع الشركاء المحليين والدوليين لتوثيق هذه الحوادث.
وأكد أن حماية العاملين في المساعدات الإنسانية ضرورة قصوى، وأن التهاون مع من يقترفون هذه الجرائم يضر بسبل إنقاذ حياة المدنيين ويعطّل إيصال الإغاثة إلى المحاصرين.
وقال جرير إن هناك إجراءات يجب اتخاذها على أكثر من مستوى، وأضاف أن فرض المساءلة وملاحقة مرتكبي الاعتداءات على العاملين في المجال الإنساني يجب أن يكون أولوية، مؤكدًا أن الإفلات من العقاب يشجّع على المزيد من الانتهاكات.
وأوضح أن دور الأمم المتحدة يتضمن ليس فقط توثيق الانتهاكات وإنما أيضًا الضغط على كافة الأطراف لتمكين العاملين من أداء مهامهم بأمان، وتنسيق ممرات إنسانية آمنة وتأمين شروط عمل تراعي سلامة الطواقم والمستفيدين.
أضاف أنطوان جرير أن المجتمع الدولي مدعو للمساهمة الفعلية والالتزام بحماية العاملين في الحقل الإنساني، مؤكدًا أن دعم العمليات الإنسانية لا يقتصر على التمويل بل يشمل أيضًا خلق بيئة آمنة للعمل وحماية المدنيين.
وقال إن الإجراءات العملية المتزامنة مع المساءلة القانونية والتعافي المجتمعي هي السبيل الوحيد للحفاظ على حياة المدنيين والعاملين على حد سواء، مضيفًا أن الأمم المتحدة ستستمر في مطالبة جميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الإنسانية والحفاظ على كرامة وحياة المدنيين.











0 تعليق