أعلنت السلطات البرازيلية اليوم السبت، عن ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار العنيف الذي اجتاح المناطق الجنوبية من البرازيل إلى خمسة قتلى على الأقل، فيما بلغ عدد المصابين أكثر من 432 شخصًا، وسط استمرار عمليات البحث عن مفقودين وتواصل جهود الإنقاذ والإغاثة في المناطق المنكوبة.
إعصار عنيف يجتاح البرازيل
وذكرت شبكة "فرنسا 24" الإخبارية، أن الإعصار تسبب في دمار واسع النطاق في بلدة "ريو بونيتو دو إيجواسو" الواقعة في ولاية بارانا جنوب البلاد، حيث جرفت الرياح العاتية عشرات المنازل وألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية وشبكات الكهرباء والطرق.
إعصار البرازيل
كما أكدت السلطات المحلية أن شخصين ما زالا في عداد المفقودين، في حين تواصل فرق الدفاع المدني والشرطة عمليات الإنقاذ وإزالة الأنقاض، بحثًا عن ناجين محتملين تحت الركام، فيما تم نقل عدد كبير من المصابين إلى المستشفيات لتلقي العلاج اللازم.
من جانبه، أعلن حاكم ولاية بارانا، راتينيو جونيور، أن الحكومة الإقليمية وضعت جميع قوات الأمن والدفاع المدني في حالة تأهب قصوى، لمتابعة الوضع الميداني عن كثب ومساعدة الأسر المتضررة.
ضحايا إعصار البرازيل
وأشار الحاكم إلى أن السلطات تعمل على توفير المأوى المؤقت للنازحين الذين فقدوا منازلهم، إلى جانب تأمين الغذاء والمياه والمساعدات الإنسانية العاجلة في المناطق الأكثر تضررًا.
وأكد "راتينيو جونيور" أن فرق الطوارئ تعمل بالتنسيق مع القوات الفيدرالية لتقييم حجم الخسائر المادية، مشيرًا إلى أن الأولوية في الوقت الحالي هي إنقاذ الأرواح واستعادة الخدمات الأساسية التي تعطلت بسبب العاصفة.
الإعصار يضرب بقوة غير مسبوقة
وأوضحت تقارير الأرصاد الجوية البرازيلية أن الإعصار الذي ضرب الولاية يوم الخميس الماضي كان مصحوبًا برياح تجاوزت سرعتها 150 كيلومترًا في الساعة، ما أدى إلى اقتلاع الأشجار وانهيار أسطح المباني، خاصة في المناطق الريفية التي تفتقر إلى البنية التحتية القوية.
وأشارت هيئة الأرصاد إلى أن العاصفة تشكلت نتيجة اضطرابات جوية قوية فوق المحيط الأطلسي، وامتدت نحو اليابسة لتضرب عدة مدن في الجنوب البرازيلي، في ظاهرة وصفها الخبراء بأنها "الأشد منذ سنوات".
ردود فعل وتعاطف محلي ودولي
أثارت الكارثة موجة تضامن واسعة داخل البرازيل وخارجها، حيث أعرب الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا عن تعازيه لأسر الضحايا، مؤكدًا أن الحكومة الفيدرالية ستقدم الدعم الكامل للمتضررين في ولاية بارانا.
كما أعلنت منظمات إنسانية استعدادها لتقديم مساعدات عاجلة للمنكوبين، فيما أبدت عدة دول مجاورة استعدادها لتقديم دعم لوجستي وتقني لجهود الإنقاذ.
يأتي هذا الإعصار ضمن سلسلة من الظواهر الجوية العنيفة التي تضرب أمريكا الجنوبية في السنوات الأخيرة، وسط تحذيرات متزايدة من تأثيرات التغير المناخي وتفاقم الظواهر المناخية المتطرفة.
وتواصل السلطات البرازيلية جهودها الحثيثة لإعادة الأوضاع إلى طبيعتها في المناطق المتضررة، في وقت يعيش فيه آلاف المواطنين أوضاعًا إنسانية صعبة جراء الخسائر الكبيرة التي خلفها الإعصار.













0 تعليق