قال الدكتور سهيل دياب، خبير الشئون الإسرائيلية، إن هناك صراعًا سياسيًا محتدمًا بين ثلاثة أطراف مأزومة، يتمحور حول مستقبل قطاع غزة ودور القوات الدولية المحتملة في المنطقة، مشيرًا إلى أن هذا الصراع يعكس تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي.
وأضاف دياب، خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار" المُذاع عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن الطرف الإسرائيلي يسعى إلى فرض هيمنة أمنية أحادية على غزة والضفة الغربية، ومحاولة إعادة الوضع إلى ما قبل 7 أكتوبر دون وجود منافسين أو أطراف إقليمية مؤثرة، وهو ما يفسر هجومه السياسي والإعلامي على عدة دول، منها تركيا، مصر، السعودية، وحتى لبنان.
وأوضح أن الطرف الأمريكي، بدوره، يسعى لتحقيق مكاسب سياسية قبل الانتخابات النصفية، ويعمل على تهدئة الأوضاع في الشرق الأوسط عبر خطوات براجماتية، لكنه لا يدفع باتجاه تسوية سياسية حقيقية، بل يفضل إدارة الأزمة بما يضمن مصالحه، من خلال التلاعب بالأطراف الإقليمية، خاصة المحور التركي- القطري والمحور السعودي- المصري، في محاولة لإيجاد صيغة توافقية بين المصالح المتشابكة.
وأشار دياب إلى أن الطرف الفلسطيني، وهو الثالث في هذا الصراع، يعيش حالة من الضغط الشديد، إذ يسعى إلى إنهاء الحرب دون التفريط في حقوق الشعب الفلسطيني، التي ناضل من أجلها وقدم آلاف الشهداء، مؤكدًا أن الفلسطينيين لا يريدون العودة إلى الحرب الإبادية، لكنهم أيضًا يرفضون أي تسوية تُقصي حقوقهم الوطنية.
وبيّن دياب أن النقطة الأبرز في هذا الصراع تتمثل في مستقبل القوات الدولية: هل ستكون قوات فصل بين الأطراف المتصارعة، أم أنها ستتولى مهام تفكيك سلاح حماس؟ ما يشكل محورًا حساسًا في المفاوضات، ويعكس حجم التباين بين الأطراف الثلاثة.
وأكد دياب أن هناك دورًا محوريًا للوسطاء العرب، خاصة مصر وتركيا وقطر، في محاولة الحفاظ على حقوق الفلسطينيين، ومنع فرض حلول أحادية قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد أو التهميش السياسي.










0 تعليق