تعاني إيران منذ سنوات من تراجع حاد في معدلات الهطول المطري، إضافة إلى الاستنزاف المفرط للموارد الجوفية، وهو ما أثر على المدن الكبرى التي تعتمد بشكل كبير على السدود والمياه الجوفية ومنها العاصمة طهران.
وتشير تقارير بيئية إلى أن نحو 90% من المياه المستخدمة في البلاد تذهب للقطاع الزراعي، ما يجعل إدارة الموارد المائية تحديًا استراتيجيًا.
الرئيس الايراني: أزمة مائية حادة تهدد طهران
حذر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من أزمة مائية حادة تهدد العاصمة طهران، مشيرًا إلى أن استمرار انعدام الأمطار حتى نهاية فصل الخريف قد يؤدي إلى تقنين المياه، بل وإلى احتمال إخلاء المدينة إذا استمر الجفاف لفترة أطول.
وخلال كلمة ألقاها في محافظة كردستان غرب البلاد، قال بزشكيان إن السلطات تتابع بقلق التطورات المناخية الراهنة، مضيفًا: «إذا لم تمطر حتى ديسمبر المقبل، فسنضطر إلى تقنين المياه، وإذا استمر الجفاف بعد ذلك، فلن يتبقى ماء، وسنضطر إلى إخلاء طهران».
تفاصيل أزمة المياه في طهران
وفي طهران، التي يسكنها أكثر من 13 مليون نسمة، تسجل مستويات الخزانات المائية أدنى معدلاتها منذ عقدين.
ووفقًا لوزارة الطاقة الإيرانية، انخفض منسوب المياه في بعض السدود الكبرى، مثل سد لتيان وسد لار، بنسبة تتجاوز 60% مقارنة بالعام الماضي.
ويحذر خبراء المناخ من أن التغيرات المناخية الإقليمية تلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم الجفاف، حيث ارتفعت درجات الحرارة بمعدل يتجاوز المتوسط العالمي، ما يزيد من معدلات التبخر ويقلص كميات المياه المتاحة.
كما أدت العواصف الترابية المتكررة إلى تراجع جودة المياه والغطاء النباتي في العديد من المحافظات.
وتبذل السلطات الإيرانية جهودًا لتخفيف آثار الأزمة من خلال مشروعات تحلية المياه في الجنوب ونقل المياه من بحر قزوين والخليج العربي إلى المناطق الداخلية، إلا أن هذه المشاريع تواجه تحديات تقنية واقتصادية كبيرة.
وفي سياق متصل، دعا خبراء البيئة إلى إعادة هيكلة منظومة استهلاك المياه، خاصة في الزراعة، واعتماد تقنيات الري الحديثة وترشيد الاستخدام المنزلي.
كما شددوا على أهمية رفع الوعي العام بخطورة الوضع الحالي، خاصة مع توقعات استمرار الجفاف خلال السنوات المقبلة، وفق وكالة رويترز.
من جانبه، أكد الرئيس بزشكيان أن الحكومة ستواصل مراقبة الوضع عن كثب واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، مضيفًا أن الأولوية ستكون لضمان تزويد السكان بالمياه الأساسية وتفادي أي سيناريوهات قسرية مثل الإخلاء أو الترحيل المؤقت.
ويرى أن تصريحات الرئيس الإيراني تمثل جرس إنذار مبكر يهدف إلى لفت انتباه المواطنين والجهات المعنية إلى خطورة الموقف، وليس إعلانًا عن قرار وشيك، خصوصًا أن موسم الشتاء قد يحمل تغيرات إيجابية في معدلات الهطول.










0 تعليق