في أحد الحوارات النادرة، كشف الفنان الكبير عبد المنعم مدبولي تفاصيل صادقة ومؤثرة عن بداياته الصعبة، قبل أن يصبح أحد أعمدة الكوميديا المصرية وصاحب مدرسة فنية خالدة أثرت في أجيال كاملة من الممثلين.
عبد المنعم مدبولي عن وظائفه قبل التمثيل: صبي حلاق وترزي
يحكي مدبولي أن طريقه نحو الفن لم يكن مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالتعب والمواقف التي شكّلت شخصيته القوية، يقول: «اشتغلت صبي حلاق وصبي نجار وصبي سمكري في السوق، واتعلمت من كل مهنة حاجة عن الناس والحياة»، تلك التجارب لم تكن مجرد أعمال مؤقتة، بل كانت دروسًا في الصبر والاحترام والتعامل مع البشر من مختلف الطبقات، في بداياته وفقا لما رصد موقع تحيا مصر في حديثه عمل “صبي حلاق”، وكانت مهمته بسيطة لكنها مليئة بالملاحظات، لم يكن مسموحًا له بلمس الزبائن أو التعامل مع أدوات الحلاقة، بل كان دوره أن “يهوّي” للزبائن بالمروحة اليدوية، يراقب ويتعلم ورغم بساطة الدور، كان مدبولي يلاحظ التفاصيل الصغيرة التي لاحقًا استثمرها في أدائه الكوميدي البسيط والعميق في آن واحد.
ضربني بالقلم وشتمني.. رحلة عبد المنعم مدبولي من صبي حلاق إلى نجم الكوميديا الأول
بعدها انتقل ليعمل “صبي ترزي”، في محل لأحد المعلمين المعروفين في منطقته، وكان الرجل متزوجًا من امرأتين يقضي يومًا عند هذه ويومًا عند الأخرى كما روى مدبولي ضاحكًا ورصد موقع تحيا مصر، لكن الموقف الذي لا يُنسى بالنسبة له حدث حين وجد قطعة قماش صغيرة في المحل، فقرر أن يستغلها ليصنع منها فستان عروسة صغير، مستخدمًا بقايا القماش بطريقة مبتكرة، لكن المعلم لم يرَ في الموقف براءة الطفل أو موهبة الصبي، بل غضب بشدة حين اكتشف أن مدبولي استخدم جزءًا من قماش كان مخصصًا لـ“ياقة جاكيت زبون” لم يتردد المعلم في صفعه على وجهه وشتمه أمام الجميع يقول مدبولي: «ضربني بالقلم وشتمني، فشتمته وجريت، لأني كنت متربي على إن محدش يمد إيده عليا، خصوصًا إن أمي كانت تكره ده جدًا».
عبد المنعم مدبولي نجم الكوميديا
كان ذلك الموقف نقطة تحول في حياة الصبي الصغير الذي شعر بالظلم، لكنه لم يستسلم. تمر السنوات، ويصبح ذلك الصبي نجمًا كبيرًا، يُضحك الملايين ويبكيهم في آنٍ واحد، يضيف مدبولي بابتسامة ممزوجة بالفخر: «بعد ما كبرت، بقيت أروحله وهو يفصّل لي هدومي، وكنت بفتكر كل اللي حصل وأنا بضحك».














0 تعليق