حادث إسماعيل الليثي.. كانت الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة هادئةً على الطريق الصحراوي الشرقي جنوب المنيا، قبل أن يتحول في لحظة إلى مشهد مأساوي سيبقى محفورًا في ذاكرة كل من رآه.
سيارتان ملاكي كانتا تسيران في اتجاهين متعاكسين، لم يتوقع ركابهما أن ثوانٍ معدودة ستغيّر مصيرهم إلى الأبد.
وسط الطريق المزدحم بالغبار والسرعة، وقع الاصطدام العنيف الذي دوّى كالصاعقة، صرخات، أجساد تتناثر، وأشلاء حديد تتطاير في كل اتجاه، لم تمر دقائق حتى كانت سيارات الإسعاف تهرع إلى المكان، فيما كان الناس يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه.
من بين المصابين، كان المطرب الشعبي إسماعيل الليثي الذي وُجد فاقد الوعي داخل سيارته، والدماء تغطي وجهه، حاول المسعفون إنعاشه وسط حالة من القلق والخوف، تم نقله إلى مستشفى ملوي التخصصي وهو يعاني من نزيف حاد وغيبوبة كاملة، بينما كان أفراد فرقته يُنقلون واحدًا تلو الآخر، مصابين بكسور وكدمات شديدة.
الحالة الصحية للمطرب إسماعيل الليثي
ووفقًا لما ورد في التقرير الطبي، فإن المطرب إسماعيل الليثي يعاني من كسور متعددة في الأضلاع، وتهتك بالرئة اليمنى، مع نزيف داخلي بسيط، واشتباه في كسر بعظمة الجمجمة من الجهة اليمنى، إلى جانب كدمات في الرأس والصدر.
وأشار التقرير إلى أنه تم تركيب أنبوب صدري لتفريغ الهواء أو الدم من التجويف الصدري، كما خضع إلى إجراءات إنعاش عاجلة، وتلقى سوائل وأدوية ومضادات حيوية للحفاظ على استقرار حالته.
أما المأساة الأكبر، فكانت في السيارة الأخرى التي لم ينجُ أحد من ركابها، أشرف محمد (50 عامًا)، وناجح عبد العزيز (46 عامًا)، وعلاء عبد العزيز (38 عامًا) رحلوا في لحظة واحدة، تاركين وراءهم أسرًا مكلومة تنتظر اتصالًا لم يأتِ أبدًا.
في المستشفى، كانت الدموع تختلط بصوت أجهزة التنفس، أصدقاء الليثي ورفاق فرقته يقفون أمام غرفة العناية المركزة في صمتٍ ثقيل، يراقبون الأطباء وهم يحاولون إنقاذ زميلهم الذي اعتاد أن يُفرح الناس بأغانيه الشعبية، لكنه اليوم يصارع من أجل الحياة.
قال أحد الأطباء إن الليثي في حالة حرجة، وإن الفريق الطبي يحاول السيطرة على النزيف ومتابعة المؤشرات الحيوية لحظة بلحظة.
أما المصابون الآخرون، ومن بينهم الطفل عمر أشرف (13 عامًا)، فيتلقون العلاج اللازم بعد إصابتهم بكسور وجروح متفرقة.
في الخارج، كانت عائلات الضحايا والمصابين في حالة انهيار تام، لا يُسمع سوى الدعاء والبكاء.
وفي الوقت الذي باشرت فيه النيابة العامة والأجهزة الأمنية التحقيق في ملابسات الحادث، بقي الطريق الصامت شاهدًا على مأساة جديدة أزهقت الأرواح وجرحت القلوب، ليُضاف اسم إسماعيل الليثي إلى قائمة الناجين بأعجوبة من طريق الموت.












0 تعليق