في أحدث مساعٍ دبلوماسية لوقف الحرب المدمّرة في السودان، حضّت الولايات المتحدة، الخميس، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على إبرام هدنة إنسانية عاجلة، بعد إعلان الأخيرة موافقتها المبدئية على مقترح تقدمت به واشنطن ضمن «مجموعة الرباعية» التي تضم الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ومصر.
الهدنة المقترحة تهدف إلى فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات ووقف القتال مؤقتاً في المدن المكتظة بالسكان، خصوصاً في دارفور والعاصمة الخرطوم، تمهيداً لمحادثات أوسع حول وقف دائم لإطلاق النار.
مقترح الهدنة: ثلاثة أسابيع ومراقبة مشتركة
بحسب ما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" و"رويترز"، فإن المقترح الأمريكي يتضمن وقفاً لإطلاق النار لمدة 21 يوماً قابلة للتمديد، مع التزام الطرفين بوقف التحركات العسكرية داخل المناطق المدنية.
وتشمل البنود المقترحة انسحاب القوات من المستشفيات والمدارس والمقار الحكومية، وإنشاء آلية مراقبة مشتركة بإشراف وسطاء دوليين لضمان تنفيذ الاتفاق، مع فتح مطار بورتسودان أمام المساعدات الطارئة.
وحدة الدولة وسيادتها
قوات الدعم السريع أعلنت، عبر بيان رسمي، موافقتها على المقترح «حرصاً على إنقاذ المدنيين من الكارثة الإنسانية»، فيما لم يصدر عن الجيش السوداني موقف نهائي، مكتفياً بالقول إن "أي اتفاق يجب أن يضمن وحدة الدولة وسيادة مؤسساتها".
ويخشى مراقبون أن تؤدي حالة انعدام الثقة بين الطرفين إلى عرقلة التنفيذ، خصوصاً بعد فشل أكثر من عشر هدَن سابقة منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.
مأساة الفاشر تدفع نحو التحرك
تأتي هذه الدعوات وسط تصاعد التقارير حول مجازر ودفن جماعي محتمل في مدينة الفاشر، التي شهدت واحدة من أعنف موجات القتال خلال الأشهر الماضية.
منظمات حقوقية حذّرت من انهيار إنساني شامل، فيما أكدت الأمم المتحدة أن أكثر من 10 ملايين سوداني نزحوا داخلياً، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
واشنطن: الهدنة بداية الطريق لا نهايته
قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية إن بلاده "تحثّ جميع الأطراف على اغتنام الفرصة لبناء الثقة والانتقال نحو تسوية سياسية شاملة".
وأضاف أن الهدف من الهدنة ليس فقط إيقاف القتال مؤقتاً، بل تمهيد الطريق لحوار دائم يقود إلى سلام واستقرار دائمين في السودان.

















0 تعليق