افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، التوسعات الجديدة للمصنع الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" الفرنسية بمدينة بدر، في احتفالية شهدت حضور عدد كبير من الوزراء والمسؤولين، بينهم الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، والمهندس محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندس حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة الخارجية، إلى جانب السفير الفرنسي بالقاهرة إريك شوفالييه، وقيادات الشركة العالمية.
وأكد مدبولى أن هذا الافتتاح يعد إضافة جديدة إلى سجل إنجازات القطاع الصناعي المصري، ويعكس الثقة المتزايدة للمستثمرين العالميين في مناخ الاستثمار بمصر، مشيرا إلى أن الدولة ماضية في دعم الصناعات التكنولوجية المتقدمة التي تتماشى مع رؤية مصر 2030 وأهداف التنمية المستدامة.







مدبولي: التوسعات تعكس ثقة المستثمرين وتدعم الصناعة الوطنية
أشاد الدكتور مصطفى مدبولي بما تقدمه شركة "شنايدر إلكتريك" من حلول تكنولوجية متطورة ومنتجات وطنية عالية الجودة، تسهم في دعم جهود الدولة في التحول الرقمي لقطاع الطاقة، ورفع كفاءة الشبكة الكهربائية، وضمان استمرارية التغذية الآمنة.
وأوضح أن المصنع يُعد نموذجًا ناجحًا للاستثمارات الأجنبية في مصر، التي تستهدف توطين التكنولوجيا المتقدمة وتعزيز الصادرات المصرية إلى الأسواق العالمية.
عرض تقديمي حول تاريخ المصنع واستثمارات الشركة في مصر
استمع مدبولى ومرافقوه إلى عرض من السيد سيباستيان رييز، الرئيس الإقليمي لشركة "شنايدر إلكتريك" لمنطقة شمال شرق أفريقيا والمشرق العربي، تناول خلاله نشأة المصنع واستثمارات الشركة في السوق المصري.
وأشار إلى أن مصنع بدر تأسس عام 2009، ويعد أحد أهم المنشآت الصناعية للشركة في الشرق الأوسط، إذ يمتد على مساحة 44,581 مترا مربعًا، بطاقة إنتاجية تصل إلى 6 آلاف وحدة جهد متوسط و5 آلاف وحدة جهد منخفض سنويًا.
وأوضح أن إجمالي استثمارات الشركة في مصر منذ 37 عاما بلغ نحو 320 مليون يورو، مشيرًا إلى أن عام 2020 شهد إضافة خط إنتاج جديد للوحات الكهربائية بتكلفة 10 ملايين يورو.
افتتاح التوسعات الجديدة وضخ استثمارات بقيمة 8 ملايين يورو
قام مدبولى بالضغط على زر التشغيل إيذانا بافتتاح أعمال التوسعة الجديدة بالمصنع، التي تمت على مساحة 10 آلاف متر مربع باستثمارات بلغت 8 ملايين يورو.
وأوضح المهندس أردا تشيمن، مدير المصنع، أن الهدف من هذه التوسعات هو زيادة الطاقة الإنتاجية بنسبة 30%، بجانب توطين الصناعة وتوسيع قاعدة التصدير للأسواق الإقليمية والعالمية.
وأشار إلى أن المصنع ينتج اللوحات الكهربائية متوسطة ومنخفضة الجهد ووحدات التغذية الحلقية (RMU)، وأن نصف إنتاجه تقريبًا يتم تصديره إلى أكثر من 35 دولة حول العالم.
ارتفاع نسبة المكون المحلي وتوسيع قاعدة الصادرات
كشف مدير المصنع أن نسبة المكون المحلي في منتجات "شنايدر إلكتريك" ارتفعت من 55% عام 2021 إلى 81% عام 2024، مع خطة تستهدف الوصول إلى 85% خلال السنوات المقبلة.
وأكد أن هذه النسبة المرتفعة تعكس نجاح الدولة في توطين الصناعة وتطوير سلاسل الإمداد المحلية، مشيرًا إلى أن 50% من الإنتاج مخصص للتصدير للأسواق العالمية، ما يجعل المصنع أحد أهم مراكز التصدير الصناعي في مصر.
الاهتمام بتأهيل الكوادر وتوطين التدريب الصناعي
تفقد مدبولى مركز التدريب المتطور بالمصنع، الذي يهدف إلى رفع كفاءة الفنيين والمهندسين العاملين في خدمات ما بعد البيع ودعم المنتج.
وأوضح المهندس أردا تشيمن أن المركز يقدم برامج تدريبية عالمية المستوى داخل مصر بدلاً من إرسال العاملين إلى الخارج، مشيرًا إلى أن المستهدف هو تدريب نحو 500 مهندس وفني بحلول عام 2026.
كما أشار إلى التعاون مع مدارس التعليم الفني لتأهيل الطلاب خلال فترة الدراسة وبعد التخرج، مما يسهم في تخريج عمالة ماهرة ومؤهلة للتصدير للأسواق الخارجية.
التحول الأخضر والاستدامة البيئية في المصنع
اطلع الدكتور مدبولي على خطة الاستدامة البيئية للمصنع، حيث أوضح مدير المصنع أن منشأة بدر تُعد الأكبر من نوعها في الشرق الأوسط، وحصلت على شهادة “صفر انبعاثات كربونية”.
وأشار إلى أن المصنع يعتمد على الألواح الشمسية لتوليد 20% من احتياجاته من الطاقة، بينما يتم توفير الباقي من مصادر الطاقة المتجددة الأخرى.
كما يعمل المصنع على تقليل استخدام المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام واستبدالها بمواد معاد تدويرها، بهدف الوصول إلى 50% من “المواد الخضراء” في المنتجات، بعد أن وصلت النسبة بالفعل إلى 35%.
مساهمات الشركة في مشروعات قومية كبرى
استعرض السيد سيباستيان رييز أبرز مشروعات "شنايدر إلكتريك" في مصر، موضحًا أن الشركة تعاونت مع وزارة الكهرباء والشركة القابضة لكهرباء مصر في تنفيذ مراكز التحكم الذكية لشبكة الكهرباء ضمن خطة الدولة للتحول الرقمي.
وأشار إلى أن إجمالي الاستثمارات في هذا المشروع بلغ 4.6 مليار جنيه في المرحلة الأولى و5 مليارات جنيه في الثانية، شملت تطوير مراكز تحكم في القاهرة وشرم الشيخ وتجديد أكثر من 3900 موقع كهربائي.
كما لفت إلى مساهمة الشركة في مشروع المتحف المصري الكبير ومتحف مراكب الملك خوفو، اللذين حصدا جوائز عالمية في مجال حلول الطاقة الذكية.
وأضاف أن "شنايدر إلكتريك" تشارك أيضًا في مشروع الدلتا الجديدة عبر توفير الحلول والمعدات الكهربائية اللازمة للمشروع القومي العملاق.
صورة تذكارية وختام الزيارة
وفي ختام جولته، حرص الدكتور مصطفى مدبولي على التقاط صورة تذكارية مع المهندسين والعاملين بالمصنع، معربًا عن تقديره لجهودهم في دعم الصناعة الوطنية، ومؤكدًا أن الدولة ستواصل دعم المستثمرين الجادين وتوفير بيئة أعمال تنافسية تجعل من مصر مركزًا صناعيًا إقليميًا رائدًا في المنطقة.










0 تعليق