يُعدّ وقت الفجر من الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء والإكثار من الذكر، وخاصة في يوم الجمعة الذي حمل له الشرع وعلوم الأمة مكانةً خاصة، ففي مثل هذا اليوم الخميس 6 نوفمبر 2025 يحرص المسلمون على عهد من الخشوع مع بكرة هذا الفجر، لعلّ فيه ساعة إجابة يُغتنمها العبد للرجاء إلى الله تعالى.
من هنا، نُسلّط الضوء في هذا التقرير على آداب الدعاء في الفجر ونماذج من أدعية الفجر يوم الخميس، مع التركيز على الفرصة الروحية التي يحملها هذا التوقيت المبارك.
فضل الفجر ويوم الخميس
عند الحديث عن الدعاء في فجر الخميس، ينبغي التذكير بأنّ يوم الجمعة من أفضل أيام الأسبوع؛ فقد ورد عن النبي ﷺ: «خَير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة»، أما وقت الفجر – فهو وقت سكينة وخشوع، وقد ورد أن في أوقات الليل والثُلث الأخير منه نزولًا للرحمة والاستجابة.
وبناءً عليه فإن دمج الدعاء عند الفجر في يوم الخميس يجمع بين فضل الوقت وفضل اليوم، مما يجعل المسلم أكثر حُسن ظنّ بالله، وأكثر استعدادًا للالتجاء إليه، ويعدّ من الوسائل الروحية لتحقيق القرب والسكينة.
آداب الدعاء في فجر يوم الخميس
• الخشوع وحضور القلب: فالدعاء ليس مجرد كلمات تُقال، بل حال تُلبّس القلب، لذا يُشدّد على أن يكون الدعاء بخشوع ويقين.
• اختيار كلمات طالبَة ومخلِصة: وردت صيغ مثل «اللهم في فجر هذا اليوم اجعل لنا من الخير نصيبًا»، «اللهم افتح لنا أبواب رحمتك».
• استحضار المعاني: من أعوذ بك، ومن أسألك، ومن أستودعك … ما يُعبر عن الاستعانة بالله وحده.
• التنوع في الدعاء: للدنيا والدين، للرزق والعافية، للفرج والسكينة. وهذا يُعبّر عن شمولية دعاء المؤمن.
• اغتنام ساعة الإجابة: إذ ورد أن هناك ساعة في الجمعة لا يُوافقها عبدٌ مسلم وهو قائم يصلي يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه.
نماذج من أدعية الفجر اليوم الخميس
في صباح الخميس ٦‑١١‑٢٠٢٥، يمكن للمسلم أن يدعو بما ورد أو بما يُخاطب به الله من قلبه، ونذكر هنا نماذج مأخوذة من المصادر:
• «اللهم مع فجر هذا اليوم اجعل لنا من الخير نصيبًا، وبارك لنا فيه، واغفر لنا ما تقدّم من ذنبنا وما تأخّر، واشرح صدورنا ويسّر أمورنا، وارزقنا رزقًا حلالًا طيبًا واسعًا، وعافنا فيه…».
• «اللّهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي إليها معادي، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير، واجعل الموت راحة لي من كل شرٍّ.»
• «اللهم إني أعوذ بك من علمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها. يا ربّ مع فجر هذا اليوم نسألك رزقًا واسعًا ويقينًا صادقًا وقلبًا خاشعًا وعلمًا نافعًا.».
في يوم الخميس خصيصًا، ومع إشراقة فجر هذا اليوم المبارك، تحمل الأدعية أبعادًا روحانية كبيرة؛ فهي ليست مجرد كلمات تُردد، بل عهد بين العبد وخالقه، وتجديد للرجاء والاستسلام لله تعالى.
إنّ دمج الدعاء مع صلاة الفجر، وبحالة من الخشوع واليقين، يمنح القلب طمأنينة، ويُهيّئ النفس لاستقبال يوم جديد ممتلئ بالخير والبركة.
على المسلم أن يستثمر هذه اللحظة – فربما تكون من الساعات التي يُستجاب فيها الدعاء – فاستعدّ بالنية الصادقة، والكلمات الطيبة، والقلب الحاضر، وادعُ ما ساكن في نفسك، لتكن هذه الجمعة بداية لكل خير ورحمة ومغفرة.

















0 تعليق