في أجواء احتفالية مفعمة بالألوان والإبداع، شهدت محافظة قنا أمسية فنية مبهرة ضمن فعاليات مهرجان قنا للفنون والحرف التراثية، الذي يقام تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبإشراف وزارة الثقافة ووزارة السياحة والآثار.
جاءت الأمسية كلوحة فنية تجمع بين التراث العريق والمواهب الشابة، لتؤكد أن الفن في قنا ليس مجرد ترف، بل هو روح متجددة تسري في وجدان الصعيد بأسره.
عروض فنية تُجسد ملامح الهوية المصرية
تألقت فرق الفنون الشعبية خلال الأمسية بعروض مبهجة حملت بصمات الأقاليم المصرية المختلفة، حيث قدمت فرقة التنورة عرضًا ساحرًا أعاد للأذهان بهجة الموالد الشعبية وأجواء القاهرة القديمة، بينما أبهرت فرقة الفنون القناوية الجمهور برقصة "العصا" التي تجسد فروسية الصعيد وأصالته. كما شاركت فرق موسيقية شابة بأداء معاصر لمقطوعات تراثية، جمعت بين العود والناي والغيتار في مزيجٍ فني عبقري ينقل التراث إلى لغة العصر.
الحضور الجماهيري يعكس شغف الصعيد بالفن
شهدت الأمسية حضورًا جماهيريًا كبيرًا من أبناء قنا والمناطق المجاورة، الذين تفاعلوا بحماس مع العروض الفنية والغنائية، مرددين الأغاني التراثية التي تمس القلب وتستدعي ذكريات الماضي الجميل. وأعرب العديد من الزوار عن سعادتهم بهذه المبادرة التي تُعيد إحياء الفنون الشعبية، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تُسهم في تعزيز الانتماء الوطني وتنشيط السياحة الثقافية في صعيد مصر.
الفن كجسر للتواصل بين الأجيال
وأكد المنظمون أن الهدف من هذه الأمسية الفنية هو ربط الأجيال الجديدة بجذورهم الثقافية، وغرس قيم الجمال والإبداع في نفوس الشباب، من خلال تقديم الفنون التراثية في قالبٍ حديث يجمع بين التعليم والمتعة. كما تم تكريم عدد من الفنانين والمبدعين الذين ساهموا في حفظ الفلكلور الصعيدي ونقله للأجيال المقبلة.
تؤكد هذه الأمسية الفنية أن قنا لم تعد فقط مدينة التراث، بل صارت منارة فنية وثقافية تُضيء جنوب مصر، وتفتح أبوابها لكل مبدع يسعى لإحياء روح الأصالة.
يذكر أن المهرجان يشهد عروضًا فنية متنوعة تمزج بين الأصالة والإبداع، منها المولوية والتنورة والسيرة الهلالية، وفن الكف والحكي الشعبي، إلى جانب الإنشاد والمديح والترانيم الكنسية، إضافة إلى خيال الظل والأراجوز وعزف المزمار والربابة، لتصنع جميعها مشهدًا فنيًا متكاملاً يحتفي بروح مصر المتنوعة















0 تعليق