بعد إعلان الرئيس السيسي عن مؤتمر إعمار غزة.. ما هي أهم التوقعات المرجوة؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بعد إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تنظيم مؤتمر القاهرة للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، تتجه الأنظار مجددًا إلى الدور المصري المحوري في قيادة الجهود الدولية لإعادة إعمار القطاع بعد شهور دامية من الحرب والدمار .

هدف المؤتمر.. إعادة الحياة لا مجرد إعادة البناء

ويأتي هذا التحرك كجزء من رؤية شاملة تبنّتها القاهرة منذ اندلاع الأزمة، تقوم على وقف الحرب أولًا، ثم فتح مسار المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى مرحلة الإعمار والتنمية المستدامة. 

وفي هذا السياق، يوضح السفير علي الحفني، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، من خلال تصريحاته أن مصر تسعى من خلال المؤتمر إلى خلق واقع جديد يبدأ من تثبيت وقف إطلاق النار وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وصولًا إلى مرحلة إعادة التعمير دون تأخير.

وأضاف الحفني  أن القاهرة تعمل على حشد دعم عربي ودولي لتمويل خطة الإعمار، عبر جذب دول كبرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا والمؤسسات الدولية، مؤكدًا أن هذه الأطراف تتحمل مسؤولية معنوية وأخلاقية عن الدمار الذي أصاب القطاع، وأن مشاركتها في عملية إعادة الإعمار تمثل أيضًا محاولة لتعويض انحيازها السابق لإسرائيل وامتصاص موجات الغضب الداخلي في مجتمعاتها.

مصر في قلب التنسيق الدولي

وأشار السفير الحفني من خلال تصريحات رصدها تحيا مصر، إلى أن الدور المصري في المرحلة المقبلة سيكون محوريًا في التنسيق مع الولايات المتحدة والأطراف العربية والدولية، مؤكدًا ضرورة التنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية والفصائل لضمان وحدة الرؤية وتفويت الفرصة على أي مساعٍ إسرائيلية لإعادة التوتر إلى القطاع.

وأكد أن مصر تتحرك في هذا الملف كضامن إقليمي موثوق، يحظى باحترام المجتمع الدولي ويملك القدرة على الجمع بين الأطراف المتصارعة على طاولة واحدة.

أبعاد قانونية وإنسانية للمؤتمر

ومن جانبه، قال الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام وعضو الجمعيتين الأميركية والأوروبية للقانون الدولي، إن مؤتمر إعمار غزة يمثل أهمية استثنائية لترجمة الالتزامات الدولية التي خرجت من قمة شرم الشيخ إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض.
وأوضح مهران أن المؤتمر سيحدد حجم التمويل الدولي المطلوب، والذي قد يتجاوز 50 مليار دولار وفق التقديرات الأولية، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية للقطاع.
وأشار إلى أن المؤتمر سيكون اختبارًا حقيقيًا لمصداقية المجتمع الدولي في الوفاء بتعهداته تجاه الشعب الفلسطيني، بعد عقود من الوعود التي لم تُنفَّذ.

أهداف واضحة وجدول زمني للإعمار

وأضاف مهران أن أهم أهداف المؤتمر تتمثل في حشد الدعم المالي لإعادة بناء المساكن والمدارس والمستشفيات، ووضع خطة زمنية دقيقة تضمن عودة الحياة الطبيعية بسرعة إلى سكان غزة.
كما سيهدف المؤتمر إلى تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لتجنب التكرار والتشتت في المساعدات، وضمان وصولها إلى مستحقيها بعيدًا عن أي تسييس أو شروط مجحفة.

وأشار إلى أهمية وضع آليات رقابية شفافة تضمن الاستخدام الأمثل للأموال وتمنع أي عمليات فساد أو هدر للموارد، بما يتماشى مع مبادئ القانون الدولي التي تدعو إلى التعاون في إعادة الإعمار كوسيلة لتحقيق السلام الدائم.

تحالف دولي للإعمار والدور المصري في القيادة

وبحسب التوقعات، من المرجح أن يشارك في الإعمار تحالف دولي واسع يضم دولاً عربية وخليجية وأوروبية وآسيوية، إضافة إلى وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية ذات الخبرة.
وأكد مهران أن مصر ستكون المركز المحوري للتنسيق والإشراف على عملية الإعمار، بحكم موقعها الجغرافي ودورها التاريخي في دعم القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أهمية أن يتولى الفلسطينيون أنفسهم قيادة العملية تحت إشراف مصري وعربي يضمن الشفافية والاستقلالية.

السيسي: مصر ستقود مرحلة التنفيذ الفعلي

وفي سياق متصل أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ،أن مؤتمر القاهرة سيكون (خطوة محورية) لتوحيد الجهود الدولية من أجل إعادة بناء البنية التحتية في غزة، مشيرًا إلى أن مصر ستبدأ خلال الأيام المقبلة في وضع الأسس (والخطط التنفيذية المشتركة) لضمان نجاح المؤتمر وتحقيق نتائجه الفعلية على الأرض.
كما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي الدول الأوروبية إلى تشجيع كافة الأطراف على الالتزام بوقف الحرب، موضحًا أن مصر والأردن بدأتا في تدريب عناصر من الشرطة الفلسطينية لضمان الأمن والاستقرار في المرحلة الانتقالية القادمة.

من رحم الحرب تولد مرحلة البناء

مع اقتراب موعد المؤتمر، تتجه الأنظار إلى القاهرة كعاصمة للسلام وقاطرة لإعادة الإعمار.
فبينما تتردد الأصوات الداعية إلى الانتقام والدمار، تمضي مصر بخطى ثابتة نحو صناعة الأمل وإحياء الحياة في غزة، واضعةً نصب عينيها أن إعمار الإنسان لا يقل أهمية عن إعمار المكان.
وفي وقت تتعدد فيه الشعارات، تبقى التحركات المصرية الواقعية هي الرهان الحقيقي على مستقبل أكثر استقرارًا للمنطقة، حيث تُكتب من جديد فصول الأمل من قلب القاهرة، عاصمة القرار العربي وصاحبة الريادة في صناعة السلام والبناء.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق