ثلاث قصائد

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الإثنين 03/نوفمبر/2025 - 08:42 م 11/3/2025 8:42:34 PM

الذين يبحث عنهم فى حكاياته
ليسوا حقيقيين
ولكنهم موجودون فى مكان ما
ولا يتوقفون عن الكلام

الذين تعرفت إليهم فى الطريق الطويل يعرفون أنك تائه
الوحيد الذى لا يعرف.. هو أنت
والذين ماتوا فى الطريق نفسه يلوحون لك..
وأنت تحاول تذكر المكان الذى كنت ذاهبًا إليه
لن يكون بعيدًا عن هنا
وربما كان أكثر وحشة
ويفتقد إلى الحكايات التى صبّرتك كل هذه السنوات
وجعلتك ممتلئًا بالفراغ
فى البدايات تخدع الإضاءةُ الغرباءَ
وتسوقهم إلى عواطف مظلمةٍ
العذابات تأتى بعد ذلك
حين يسقط المطر عليك وأنت نائم على سريرك
وتتغير ملامح الذين تعيش بينهم
أولئك الذين لم ينصتوا إليك فقط إلا وأنت تهذى
حقيبة الزمن مهترئة
وتسع بالكاد: بضع خطوات 
وذكريات باهتة
وخرائط لبلاد بعيدة..
تحتفظ بها لأسباب غامضة
بعد أن فقدتَ الحماس لمواصلة الركض
وصرت غاضبًا وخائفًا وحزينًا
وتبحث عن باب للخروج

وأنت حزين
لا تعرفُ..
أين تمشى؟
ولا كيف تمشى؟
لكنّكَ تمشى
البيوت على الجانبين
ستنهارُ فى أى وقت
الموتى من أصدقائك وأهلك
يظهرون فى الناس 
يُقبلون أصغرَ سنًّا
يُقبلون مبتسمين فى الشوارعِ الحزينةِ 
تتحسسُ ملامحَهم
وتتأكد أنّهم هُم
فتتعثرُ
الحزنُ هذه المرةِ جارحٌ
والذين تركتهم وخرجتَ
توقفوا عن تشغيل الموسيقى فى الشرفةِ
ولم تعدْ قمصانُهم ملوّنة
كما تظهرُ فى الصورة

فى العالم الآخر 
سأقوم بترتيب أوراقى
وأبتنى البيت الذى حلمت به على الأرض
البيت الذى ستحرسه الموسيقى والأساطير
وكرامات الأولياء والقديسين
البيت البسيط 
الذى يسع الحكايات كلها
ولا يعرف الوشاة مكانه
سأتبرع بكبدى وكُليتىّ إلى فلسطين
وبقلبى إلى القدس
سأعاقب رجال الدين على ما فعلوه
وأطلب من الله العفو والمغفرة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق