في خطوة جديدة ضمن اتفاق الهدنة في قطاع غزة، أعلنت إسرائيل عن تسلّم جثامين ثلاثة جنود قُتلوا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، في حين أعادت إسرائيل جثامين 45 فلسطينيًا إلى غزة.
وقالت حماس في بيان، إن الجثامين الثلاثة عُثر عليهم داخل نفق جنوبي قطاع غزة، موضحة أن الجنود قُتلوا خلال عملية اقتحام في 2023.
وأكدت السلطات الإسرائيلية أن القتلى هم عقيد وقائد دبابة ورقيب، حسبما أفادت صحيفة الجارديان البريطانية.
اتفاق تبادل الجثامين بين حماس وإسرائيل
يأتي هذا التطور في إطار اتفاق تبادل الجثامين بين الطرفين، حيث تسلّمت إسرائيل جثمانا إسرائيليا مقابل 15 جثمانًا فلسطينيًا، وحتى الآن، سلمت إسرائيل 270 جثمانًا للفلسطينيين، معظمها مجهولة الهوية ومتفسخة بسبب طول فترة القتال.
قال ظاهر الوهيدي، المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، لوكالة أسوشيتد برس، إن 45 جثمانًا وصلوا إلى مستشفى ناصر في خان يونس ظهر اليوم الإثنين.
منذ دخول اتفاق الهدنة بوساطة أمريكية حيّز التنفيذ قبل أكثر من ثلاثة أسابيع، أفرجت حماس عن جميع الرهائن الأحياء مقابل إطلاق سراح نحو ألفي أسير فلسطيني ومعتقلين خلال الحرب، فيما سحبت إسرائيل قواتها من بعض المناطق وأوقفت عملياتها العسكرية الكبرى وزادت من تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وبموجب الاتفاق، وافقت حماس على تسليم جثامين جميع الرهائن القتلى البالغ عددهم 28، ولا تزال جثامين ثمانية إسرائيليين وأجانب في غزة حتى الآن، وتتهم إسرائيل حماس بـ"إبطاء عملية التسليم عمدًا"، بينما تقول الحركة إن الدمار الواسع في القطاع يعيق عمليات البحث.
ويواجه النظام الصحي المنهار في غزة صعوبات كبيرة في تحديد هوية الجثامين التي تعيدها إسرائيل، لغياب أجهزة فحص الحمض النووي والتجهيزات الطبية اللازمة.
وحسب وزارة الصحة في غزة، لم يُتعرف إلا على 75 جثمانًا منذ بدء الهدنة، وقد نشرت الوزارة صورًا للجثث عبر الإنترنت على أمل أن يتعرف عليها ذووها.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الجثامين الفلسطينية التي أُعيدت قُتلت داخل إسرائيل خلال هجوم 2023، أو ماتت في السجون الإسرائيلية، أو استُخرجت من مواقع القتال داخل غزة.
وتُعد قضية الجثامين والمحتجزين من أبرز العقبات التي تواجه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب بشكل نهائي، وتشمل خطة ترامب المكونة من 20 بندًا تشكيل قوة استقرار دولية من شركاء عرب ودوليين، بالتعاون مع مصر والأردن، لتأمين الحدود وضمان الالتزام بالهدنة. وفي الوقت نفسه، تستضيف تركيا اجتماعًا لوزراء خارجية دول إسلامية لدفع جهود إعادة إعمار غزة.
ورغم الهدنة، يتبادل الطرفان الاتهامات بخرق الاتفاق، إذ نفّذت إسرائيل غارات جوية أودت بحياة أكثر من 100 فلسطيني، فيما هاجم مقاتلو حماس وحدات إسرائيلية في مناطق عدة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن جيوبًا من عناصر حماس ما زالت موجودة في رفح وخان يونس وسيتم القضاء عليها.
وفي إسرائيل، يواصل ذوو الرهائن تنظيم مسيرات أسبوعية للمطالبة بإعادتهم، وقالت موران حراري، صديقة إحدى الضحايا خلال تظاهرة في القدس: "لقد حصدت هذه الحرب الملعونة أرواح الأبرياء من الجانبين، ويجب ألا نسمح بتكرار المأساة مجددًا".















0 تعليق