أكد عدد من خبراء السياحة أهمية افتتاح المتحف المصرى الكبير للقطاع، مشيرين إلى دوره الكبير فى إنعاش السياحة، بعد الافتتاح الرسمى للزيارة بداية من غدٍ الثلاثاء، نظرًا لما يضمه من كنوز ونوادر أثرية، على رأسها المجموعة الكاملة للملك الذهبى توت عنخ آمون.
وكشف خبراء فى مجال السياحة، تحدثت إليهم «الدستور»، عن وصول الإشغالات فى مختلف المقاصد السياحية إلى ١٠٠٪، مع استمرار هذا الوضع إلى نهاية العام الجارى، بما يسهم فى وصول السائحين الذين استقبلتهم مصر فى ٢٠٢٥ إلى ١٨ مليون سائح بفضل العديد من العوامل، على رأسها المتحف المصرى الكبير.
وقال الدكتور سعيد البطوطى، أستاذ اقتصاديات السياحة، إن افتتاح المتحف المصرى الكبير يمثل نقلة نوعية كبرى فى نمط السياحة الثقافية فى مصر، نظرًا لكونه أحد أبرز الإنجازات الثقافية فى العصر الحديث.
وأضاف «البطوطى»: «الاهتمام العالمى الواسع بالمتحف لا يعود فقط إلى كونه أكبر متحف فى مصر، بل إلى دوره الثقافى والحضارى المتميز، وما سيقدمه من ندوات أثرية وثقافية واجتماعية تُسهم فى ترسيخ مكانة مصر كمهد للحضارات، وكفاعل رئيسى فى المشهد الثقافى العالمى، ما يُثرى الحوار الثقافى بين الأمم، وهو ما يحتاجه العالم اليوم».
وواصل: «المتحف يؤكد دور مصر الريادى فى صون التراث الإنسانى، وترسيخ قيم السلام والتسامح والتفاعل بين الشعوب، ويمثل مجمعًا حضاريًا متكاملًا يعرض التراث المصرى فى إطار معمارى عصرى يجمع بين الأصالة والمعاصرة».
وأكمل رئيس المجموعة الاستشارية فى المجلس الاقتصادى والاجتماعى التابع للأمم المتحدة: «المتحف يضم قاعات عرض ومؤتمرات ومراكز تدريب وورش عمل دولية، ما يجعله مركزًا عالميًا للحوار الثقافى والتبادل العلمى، ومقصدًا للباحثين والمهتمين بالتراث الإنسانى من مختلف أنحاء العالم».
وزاد: «المتحف المصرى الكبير يربط بين الماضى والمستقبل، الماضى يتجسد فى عظمة الحضارة المصرية القديمة، والمستقبل يتجلى فى توظيف أحدث الوسائل التكنولوجية وتقنيات الواقع الافتراضى، ما يجعله وجهة جاذبة للصغار والكبار على حد سواء، إذ يجد كل زائر فيه ما يلبى شغفه ويلمس اهتمامه».
وتابع: «المتحف المصرى الكبير سيشكل حافزًا قويًا للسائحين على زيارة مصر، خاصة مع حضور رؤساء وقادة العالم حفل الافتتاح، الذى جذب أنظار وسائل الإعلام الدولية، وسلّط الضوء على المتحف، الأمر الذى يسهم فى تنشيط الحركة السياحية الوافدة إليه».
وتوقع «البطوطى» أن تشهد السياحة الثقافية فى مصر زيادة تُقدّر بنحو ١٥٪، خلال عام ٢٠٢٦، مدفوعةً بالزخم العالمى الذى سيصاحب افتتاح المتحف المصرى الكبير، مضيفًا: «كل المنظمات السياحية الدولية تسعى إلى زيادة نسبة السياحة الثقافية مقابل الشاطئية، نظرًا لما تمثله من إضافة حقيقية، لأنها تسمح للسائح بالتعرف على ثقافة وحضارة الدول».
واختتم بقوله: «وجود المتحف المصرى الكبير فى منطقة الأهرامات يحفز المستثمرين الأجانب على الاستثمار الفندقى فى المنطقة المحيطة، وزيادة نسبة الإشغال السياحى بصفة عامة، الذى يتوقع أن يسجل قرابة ١٨ مليون سائح بنهاية العام الجارى».
من جهته، توقع هشام وهبة، عضو مجلس إدارة غرفة «المنشآت السياحية»، أن يشهد قطاع السياحة طفرة كبيرة عقب افتتاح المتحف المصرى الكبير، لما يمثله هذا الحدث العالمى من زخم سياحى واسع لمصر ومقاصدها المختلفة.
وأضاف «وهبة»: «يسهم افتتاح المشروع بشكل مباشر فى زيادة الإقبال على زيارة منطقة الأهرامات والمتحف، بوصفهما أكبر مقصد ثقافى وسياحى فى العالم يجمع بين التاريخ والعراقة فى موقع واحد»، متوقعًا أن تشهد الفترة المقبلة زيادة واضحة فى أعداد الرحلات المنظمة من الخارج، خاصة من الأسواق الأوروبية والآسيوية، بالإضافة إلى زيادة السياحة الداخلية.
وواصل: «ستكون هناك زيادة فى الطلب على خدمات المطاعم والفنادق والأنشطة الترفيهية فى المنطقة المحيطة بالمتحف، ما يعزز حركة التشغيل، ويرفع نسب الإشغال بشكل مستمر، ويوفر العديد من فرص العمل، وينعش الاقتصاد القومى، خاصة أن السياحة مرتبطة ارتباطًا مباشرًا بالعديد من المهن والصناعات الأخرى».
وأتم الخبير السياحى بقوله: «افتتاح المتحف يمثل مرحلة سياحية مختلفة تعيد رسم خريطة السياحة فى مصر».
وفى سياق متصل، قال محمد عثمان، رئيس لجنة التسويق بالأقصر، إنه جارٍ تجهيز برامج سياحية لزيارة المتحف المصرى الكبير، موضحًا أنه منذ الإعلان عن الافتتاح الرسمى للمتحف زاد الطلب السياحى على مصر بنسبة ١٤.٥٪ ووصلت إشغالات كل المقاصد إلى ١٠٠٪، ومن المتوقع زيادة إنفاق السائحين بنسبة ١٣٪ خلال العام الجارى.
وأشار «عثمان» إلى أن افتتاح المتحف سيكون له صدى كبير فى بورصة لندن السياحية التى تعد واحدًا من أهم الملتقيات السياحية على مستوى العالم، وتشارك فيها مصر هذا العام بجناح ضخم ومتميز، متوقعًا ارتفاع الطلب السياحى على مصر من مختلف الأسواق الأوروبية والآسيوية.
وأضاف: «مع افتتاح المتحف المصرى ستشهد الأقصر فعاليات عديدة، وسيتم توزيع هدايا تذكارية على السائحين الزائرين لمقبرة توت عنخ آمون، كما أن الافتتاح سيزيد من الحركة السياحية على السياحة الثقافية، وسينعش هذا المنتج الذى تنفرد به مصر عن أى مكان فى العالم».
وأكد سامح سعد، عضو جمعية السياحة الثقافية رئيس شركة مصر للصوت والضوء السابق، أن حفل افتتاح المتحف، وحضور الرؤساء والزعماء من مختلف دول العالم، والتغطية الإعلامية المصاحبة للحفل، تمثل أكبر دعاية عالمية للسياحة المصرية.
وطالب «سعد» الشركات السياحية بتنظيم برامج مناسبة لزيارة المتحف وزيادة أعداد السائحين الوافدين لمصر، قائلًا: «بسبب التنظيم المبهر لحفل الافتتاح، وحضور زعماء العالم، زاد الطلب السياحى على مصر بأكثر من ٣٠٪، ونتوقع استمرار الطلب حتى نهاية الموسم الشتوى فى حال استقرار الأوضاع السياسية بالمنطقة».
















0 تعليق