نفى نائب حاكم دارفور مصطفى تمبور صحة الأنباء المتداولة حول نية الإقليم الانفصال، مؤكداً أن دارفور ستظل جزءاً من السودان.
وقال في تصريح لقناة العربية/الحدث إن الحديث عن الانفصال “غير صحيح تماماً”، مشدداً على أن الجيش السوداني “لا يحتاج إلى مرتزقة أو جهات خارجية للقتال معه”.
وأوضح تمبور أن الجيش ينتشر على الأرض في مدينة الأبيض، ويؤدي مهامه في حماية السكان، داعياً الأهالي إلى عدم الالتفات إلى تحذيرات قوات الدعم السريع التي طالبتهم بمغادرة المدينة.
الأبيض محصنة.. والهجمات تستهدف الحصار
وأضاف نائب الحاكم أن الهجمات التي تنفذها قوات الدعم السريع على منطقة بارا تهدف إلى حصار مدينة الأبيض، مؤكداً أن المدينة “محصنة والجيش يسيطر على الموقف”.
وأكد تمبور أن القوات المسلحة “تدافع عن الأرض والناس”، وأن ما يحدث جزء من محاولات الدعم السريع لتوسيع نفوذها في الإقليم، لكنه شدد على أن “دارفور لن تكون ساحة لتصفية حسابات سياسية أو عسكرية”.
حكومة “تحالف تأسيس” تحاول فرض واقع جديد
وجاءت تصريحات نائب الحاكم بعد إعلان الهادي إدريس، حاكم إقليم دارفور في حكومة “تحالف تأسيس” الموالية للدعم السريع، أن مدينة الفاشر “ستكون تحت إدارة حاكم الإقليم مباشرة”.
ونشر إدريس عبر صفحته على فيسبوك أن أي جهة ترغب في إيصال مساعدات إنسانية إلى الفاشر يجب أن تنسق مع “حكومة الإقليم”، في خطوة اعتبرتها الحكومة الموالية للجيش محاولة لفرض إدارة موازية.
مساعدات إنسانية وسط الدمار
في المقابل، أعلنت قوات الدعم السريع أنها أوصلت مساعدات إنسانية إلى الفاشر وبدأت توزيعها في منطقة قرني غرب المدينة، حيث يتركز أكبر عدد من النازحين.
لكن منظمات إنسانية، منها أطباء بلا حدود في السودان، حذّرت من اقتراب المعارك من التجمعات المدنية.
ودعت في بيانها الدعم السريع والجماعات المسلحة المتحالفة معها إلى “الابتعاد عن المدنيين والسماح لهم بالمغادرة الآمنة”.
نداء إنساني من المنظمات الدولية
وقالت المنظمة إن الوضع في الفاشر “كارثي”، وحثت الرباعية الدولية على “ممارسة نفوذها لوقف حمّام الدم”.
وأكد رئيس قسم الطوارئ في المنظمة ميشيل أوليفييه لاشاريتيه أن “العالم لا يجب أن يشيح بنظره عما يجري في السودان”.
اتهامات متبادلة ومأساة مستمرة
من جهتها، اتهمت حكومة دارفور الموالية للجيش قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم بحق المدنيين بعد سيطرتها على الفاشر إثر انسحاب القوات الحكومية الأسبوع الماضي.
واعترفت قوات الدعم السريع بوقوع “بعض الانتهاكات”، وقال قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) في خطاب متلفز إن لجاناً للتحقيق شُكّلت لمحاسبة المتورطين.
وبحسب حكومة الإقليم، قُتل أكثر من ألفي شخص في الفاشر، فيما تظل الأرقام غير دقيقة بسبب انقطاع الاتصالات والفوضى التي تعم المدينة.
دارفور بين النار والنجاة
وسط الدمار والحصار، تبقى دارفور عنواناً للمعاناة السودانية المستمرة، لكن كلمات نائب الحاكم مصطفى تمبور أعادت بعض الأمل بأن الإقليم لن ينزلق إلى الانفصال أو الانهيار الكامل.
دارفور ما زالت تنزف، لكن أبناءها – كما قال تمبور – “لا يزالون متمسكين بأرضهم، وبأن السودان بيتهم الواحد مهما اشتدت العواصف”.
















0 تعليق