في سلسلة الهوية التي صدرت عن الهيئة العامة لقصور الثقافة والتي جاءت كلها كاستجابة لسؤال عظيم أرق المفكرين المصريين عن الهوية المصرية.
سؤال الهوية
كانت مصر رغم مظاهر التقدم التي جاءت كنتائج لمشروع النهضة الذي بدأ مع حكم محمد علي باشا، لكنها لم تكن على المستوى الدولي سوى ولاية عثمانية تحتلها بريطانيا العظمى، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية أو الرجل المريض ذهب زعماء مصر يسألون الإنجليز عن وضعهم ويصف توفيق الحكيم هذه اللحظة كمشهد درامي في "مصر بين عهدين" فيقول"، فسألهم الإنجليز عما يقصدون، فقالوا: "زوال الاحتلال البريطاني، فسألهم الإنجليز وماذا بعد الاحتلال، هل تعودون إلى الدولة العثمانية المنهزمة؟، فقال الزعماء: "بل نعود إلى مصر، فدهش الإنجليز وسألوا ما هي مصر؟، فإننا لا نعرف شيئا اسمه القطر المصري، وكما هو موجود على الخرائط الرسمية يتبع سياسيا الدولة العثمانية وحضارة العربية حسب الدين واللغة، أما مصر فأين هي؟، وما هي مقوماتها؟، وما هي شخصيتها؟".
فوهب الجميع أعمارهم وصرفوها في البحث عن هويتهم، عن وجودهم، عن أسمائهم وكيف حاول البعض طمسها إلى لا رجعة، وراح الجميع يبحثون عن شخصية مصر عن هويتها في الأدب والمسرح والموسيقى، فكتب توفيق الحكيم رواية "عودة الروح"، بعد سبع سنوات على قيام الثورة، وقال بعد ذلك "لم يكن قصدي تأليف رواية بل إقناع نفسي بأنني أنتمي إلى بلد له كيان محدد ومستقل، وتاريخ طويل نمنا فيه وآن لنا أن نستيقظ وتعود الروح، ثم كتب الحكيم مسرحية أهل الكهف، التي جسد من خلالها المراحل التاريخية التي مرت بها الشخصية المصرية ممثلة في الوثنية التي ماتت والمسيحية المنتصرة بعد اضطهاد دقلديانوس للإسلام.
بالإضافة إلى مشروع طه حسين وسلامة موسى فقد كتب الأول مستقبل الثقافة في مصر بعد توقيع معاهدة 1936، وكتب الثاني مصر أصل الحضارة عام 1940، وجاء من بعدهم نجيب محفوظ برباعيته التاريخية الشهيرة "رادوبيس، كفاح طيبة، مصر القديمة، عبث الأقدار".
المتحف المصري الكبير
كانت هذه الكتب هي الإجابة عن سؤال الهوية، والآن يعيد المتحف الكبير تلك الإجابة العظيمة للعالم أجمع، من هي مصر، هذا الحدث الذي يتابعه العالم كله كأعظم حدث تاريخي في الكون، هذا المشروع الثقافي الحضاري العظيم الذي يضع مصر في مكانة سياحية أخرى ويجعلها مقصد عظيم لكل من يريد ان يرى الإعجاز الحقيقي في عبقرية المصري القديم.
مكونات المتحف المصري الكبير
عدد القطع الأثرية التي تم نقلها ٥١،٤٧٢ قطعة.
عدد القطع الأثرية التي تم ترميمها ٥٠،٤٦٦ قطعة.
عدد القطع التي تم ترميمها من مركب خوفو الثانية ١٢٤٠ من أصل ١٢٧٢ تم استخراجها من موقع الاكتشاف وتم نقل عدد ١٠٠٦ قطعة الى المتحف المصري الكبير.
عدد القطع الأثرية التي تم نقلها من مجموعة الملك توت عنخ أمون ٥٣٤٠ قطعة.
عدد القطع الأثرية التي تم وضعها على الدرج العظيم ٤٢ قطعة من أصل ٧٢ قطعة بالتصميم النهائي للدرج العظيم.
مزارًا عظيما
وفي النهاية من المتوقع ان يكون المتحف المصري الكبير مزارا عظيما ومقصدا لكل سائح وإعادة اكتشاف للحضارة المصرية العظيمة التي جاءت ثم جاء التاريخ.


















0 تعليق