بوابة الأمل.. كيف تتصدى مصر لمخططات نتنياهو للتنصل من اتفاق وقف إطلاق النار؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حذر خبراء عسكريون واستراتيجيون من تعمد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، إفشال خطة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ، بشأن وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، عبر افتعال أزمات ومماطلات سياسية للحفاظ على تماسك ائتلافه اليمينى المتطرف.

وأكد الخبراء، الذين تحدثت معهم «الدستور»، أن الجهود المصرية تمثل حجر الأساس فى منع عودة التصعيد، وتهيئة الأجواء لاستئناف المفاوضات من جديد، مشيرين إلى لقاء الوفد الأمنى المصرى قادة الفصائل الفلسطينية، فى القاهرة، الذى كان بمثابة «نداء أخير» لتوحيد الصف الفلسطينى، وإنقاذ الدولة الفلسطينية من التفكك والانقسام.

ونبه الخبراء العسكريون والاستراتيجيون إلى أن استمرار تنفيذ خطة «ترامب»، ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ، مرهون بالتنسيق المصرى- الأمريكى فى هذا الشأن، لأن أى خلل فى هذا التنسيق يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر، ما يهدد بعودة الحرب من جديد، وهو ما لن تسمح به الدولة المصرية.

أيمن عبدالمحسن: القاهرة لن تسمح بعودة العمليات العسكرية.. ورئيس الحكومة الإسرائيلية يسعى لتحقيق أهدافه الخاصة

قال اللواء أيمن عبدالمحسن، الخبير العسكرى والاستراتيجى، إن الشواهد المرصودة تشير إلى تعمد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، انتهاج سياسات سلبية تستهدف إفشال المرحلة الثانية من خطة الرئيس ترامب ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ، من خلال تعمد عرقلة استئناف المفاوضات، وتنفيذ بنود انسحاب القوات الاسرائيلية من قطاع غزة، وبدء إعادة الإعمار، وتشكيل قوات دولية لنشرها فى القطاع، مضيفًا: «نتنياهو يتعمد إبقاء الخطة رهينة الجمود».

وأضاف «عبدالمحسن»: «فى سبيل تحقيق هذا الهدف، اتهم نتنياهو حركة (حماس) بتأخير تسليم الجثامين، وأشعل خلافًا على هوية جثمان إحدى الرهائن، رغم أن هذه عملية تستلزم معدات هندسية ثقيلة للبحث عن الجثامين، لوجودها فى مناطق تعرضت لقصف شديد وتدمير».

وواصل: «نتنياهو يتعمد توظيف ذلك فى خدمة أهدافه الخاصة، وفى مقدمتها الحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومى اليمينى المتطرف، واستمراره فى منصبه كرئيس وزراء، خاصة فى ظل ما تفرضه المرحلة الثانية من تنازلات جوهرية تطيح بالتماسك الحكومى الإسرائيلى».

ورأى الخبير الاستراتيجى أن استمرار تنفيذ خطة «ترامب» ومخرجات مؤتمر شرم الشيخ مرهون بالتنسيق المصرى- الأمريكى فى هذا الشأن، لأن أى خلل فى هذا التنسيق يعيد المنطقة إلى نقطة الصفر، ما يهدد بعودة الحرب من جديد، وهو ما لن تسمح به الدولة المصرية».

وأكمل: «القاهرة أدت- ولا تزال- دورًا دبلوماسيًا محوريًا لتوحيد الصف الفلسطينى وإنهاء الانقسام، والاتفاق على رؤية وطنية موحدة لمواجهة التحديات التى تواجه القضية الفلسطينية، وهو الدور الذى انعكس فى بيان الفصائل الفلسطينية المجتمعة بالقاهرة، الجمعة الماضى».

وتابع: «أبرز بنود هذا البيان كان التوافق على دعم ومواصلة تنفيذ إجراءات اتفاق وقف إطلاق النار، والدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لكل القوى الفلسطينية، والاتفاق على بناء موقف وطنى موحد إزاء التطورات الراهنة، لحماية المشروع الوطنى الفلسطينى».

طارق العكارى: نتنياهو يحاول التنصل من التزامات المرحلة الثانية للهروب من المحاكمة

أكد الخبير الاستراتيجى، العميد طارق العكارى، أن إسرائيل تماطل لكسب الوقت واستغلال الانقسام فى الصف الفلسطينى، للتنصل من التزامات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة، موضحًا أن تل أبيب تعانى ارتباكًا سياسيًا وانقسامًا داخليًا، مشيرًا إلى أن الوقت يقترب على حساب رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، وحكومته، على ما تم إهداره من أموال على حرب بلا جدوى ولا هدف عسكرى.

وقال «العكارى»: «رغم كل هذه القوة والدعم الأمريكى والغربى اللا محدود، لم تستطع قوات الاحتلال الإسرائيلى القضاء على قدرات حركة مقاومة فى قطاع غزة ذى المساحة المحدودة، ولم تستطع إعادة المحتجزين على مدار عامين».

وأشار إلى أن مخرجات مؤتمر شرم الشيخ، وزيارة الوفد الأمنى المصرى إسرائيل، واللقاءات مع قادة الفصائل الفلسطينية، تمثل ٣ أضلاع للعمل المصرى على إنهاء العدوان على غزة، مشددًا على أن مصر تحمل منذ عقود على عاتقها مسئولية القضية الفلسطينية.

وأضاف: «رغم تدخل وسطاء آخرين وأطراف أخرى فى بعض فصول النزاع، فإن مصر تظل الوسيط الوحيد الذى يمتلك القوة والقدرة على التعامل مع هذا الملف، والقوة هنا ليست القوة العسكرية، بل قوة العلاقات الخارجية، وتوازن الدبلوماسية المصرية، ونشاط الأجهزة الأمنية، وما لها من تأثير، والعلاقات القوية مع صناع القرار حول العالم، ما كان كفيلًا بإنهاء نزاعات كثيرة نشبت، أو كادت تنشب بين إسرائيل والفلسطينيين». وشدد «العكارى» على أن القضية الفلسطينية تمر بمرحلة غاية فى الدقة، مؤكدًا أن على الفلسطينيين أن يوحدوا صفهم، مع تغليب كل طرف للمصلحة الوطنية على الانتهازية السياسية، للتغلب على الوضع الحرج فى الوقت الراهن. وتابع: «نحن لا نتحدث حاليًا عن حدود الرابع من يونيو، ولا عن الدولة، وإنما نتحدث عن تقسيم غزة نفسها، وفصل القطاع بالكامل عن الضفة الغربية، والحقيقة الميدانية هى أن القطاع أصبح حاليًا تحت سيطرة أكثر من فصيل، وليس تحت سيطرة حماس وحدها، مع بروز أسماء لمجموعات، من بينها مجموعة «أبوشباب»، تدار بشكل لا مركزى، وتدور الشبهات حول تعاون بعضها مع إسرائيل، وقيامها بعمليات تهدف لخرق اتفاق وقف إطلاق النار».

وحذر «العكارى» مما هو قادم لفلسطين، موضحًا أن الدول لا تقوم على فصائل أو حركات أو تنظيمات، لأن الدولة يجب أن تكون قادرة على بسط سيادتها على كامل حدودها، مع احتكار القوة العسكرية.

واستطرد: «يجب توجيه كل الجهود لتوحيد الصف الفلسطينى، تحت إدارة واحدة، وتمويل واحد مراقب، مع وقف تمويل الحركات والتنظيمات المسلحة داخل فلسطين، لأن التمويل يؤثر على القرار، خاصة لو كان من دول إقليمية قد تتعارض مصالحها مع مصلحة الشعب الفلسطينى».

وأعاد «العكارى» التأكيد أن القاهرة فعلت كل ما يلزم للحفاظ على القضية الفلسطنية، وتكبدت فى سبيل ذلك خسائر مالية ودبلوماسية كبيرة، وتورطت فى حروب وصراعات، مضيفًا: «لا ينبغى لأحد أن يزايد على دور مصر، لأنها دولة أفعال لا أقوال».

واختتم حديثه بالتنويه إلى أن مصر نجحت فى تغيير الصورة الذهنية للغرب والعالم عن إسرائيل، وهو ما كان له تأثير كبير على الاتجاهات السياسية لكبرى الدول الأوروبية، حتى الولايات المتحدة نفسها، بعد أن أدرك العالم فداحة ما ترتكبه إسرائيل من جرائم حرب وإبادة وتجويع ضد الفلسطينيين.

 

 

أخبار ذات صلة

0 تعليق