في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي) بشرم الشيخ، انعقدت الجلسة العامة للموضوع الفني الأول بعنوان "أولويات المستقبل وتعزيز منظومات المساءلة العالمية"، بحضور عدد من القيادات البارزة من الأجهزة الرقابية العليا حول العالم.
ركزت الجلسة على أهمية تعزيز الشفافية والمساءلة في العمل الرقابي على مستوى عالمي، واستعرضت مجموعة من الرؤى والأفكار حول كيفية تطوير المعايير المهنية وتعزيز قدرات الأجهزة الرقابية لتواكب التحديات المستقبلية. كما ناقشت الجلسة سبل توسيع نطاق التعاون وتبادل الخبرات بين الأجهزة العليا للرقابة، بهدف تحقيق تحسين مستدام في آليات المساءلة العامة.
وشكلت الجلسة منصة هامة لتبادل التجارب والنقاش حول أطر عمل جديدة تعكس التزام المجتمع الدولي بمبادئ الشفافية والنزاهة، إلى جانب تعزيز الرقابة الفاعلة دعمًا للحكم الرشيد. كما سلطت الضوء على أهمية تحسين المعايير المهنية للأجهزة الرقابية والعمل على رفع قدراتها المؤسسية لمواجهة التحديات المتزايدة في إدارة المال العام.
وقد شهدت الجلسة مشاركة واسعة من كبار المسؤولين في الأجهزة العليا للرقابة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ممثلين من الأجهزة الرقابية في النرويج والمملكة المتحدة وكينيا والهند والسعودية، حيث استعرضوا تجاربهم في تعزيز آليات المساءلة وتطوير أساليب الرقابة، مما أسهم في إثراء النقاش وفتح آفاقًا جديدة لتعاون دولي مثمر في مجال الرقابة المالية والمحاسبة.
وفي ختام الجلسة، أكدت كافة الأطراف على أهمية استمرار تعزيز الشراكة بين الأجهزة الرقابية حول العالم والعمل بشكل جماعي على تطوير منظومات المساءلة بما يواكب المتغيرات العالمية ويدعم تحقيق التنمية المستدامة.
كما تم ضمن فعاليات الإنكوساي 25 بشرم الشيخ في اليوم الثاني من أعمال المؤتمر الخامس والعشرين للمنظمة الدولية للأجهزة العليا للرقابة المالية والمحاسبة (الإنتوساي)، افتتح معالي المستشار محمد الفيصل يوسف، رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ورئيس منظمة الإنتوساي، الجلسة العامة الخاصة بالموضوع الفني الثاني بعنوان «استخدام الذكاء الاصطناعي في أعمال المراجعة»، وهو الموضوع الذي تتولى مصر رئاسته وعرضه أمام المشاركين تقديرًا لأبعاده الاستراتيجية ودوره المتنامي في تطوير العمل الرقابي وتعزيز أثره على إدارة المال العام.
وأكد المستشار محمد الفيصل في كلمته الافتتاحية أن اختيار هذا الموضوع جاء بالتنسيق مع الأمانة العامة للإنتوساي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح رافعة رئيسة لتحسين كفاءة المؤسسات وشفافيتها، وأن الأجهزة العليا للرقابة تقف اليوم أمام مسؤولية تاريخية لإعادة ابتكار منهجيات المراجعة بما يتيح الاستفادة من قدرات التحليل المتقدم وأتمتة الإجراءات وتجويد الحكم المهني، مع الحفاظ على القيم الأساسية للمهنة من نزاهة واستقلالية ومساءلة.
وأوضح رئيس الإنتوساي أن "الذكاء الاصطناعي ليس بديلًا عن المراجع البشري، بل شريك مساند يوسع نطاق الرصد والتحليل ويكشف الأنماط الخفية، داعيًا إلى تبني النموذج الهجين الذي يمزج بين خوارزميات الذكاء الاصطناعي وخبرة المراجع البشري لضمان التفسير السليم للنتائج وثبات معايير العدالة والشفافية".















0 تعليق