مع اقتراب شهر رمضان المبارك عام 1447-2026، تتوجه قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى الله بالدعاء والرجاء، سائلين أن يبلغهم الشهر الكريم بالخير والرحمة والمغفرة.
وفي ضوء السنة النبوية، يحظى الدعاء في استقبال رمضان بفضل عظيم، إذ يجمع بين نية الاستعداد للطاعة، ورجاء القبول من الله في موسم تُفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.
فضل الدعاء عند استقبال شهر رمضان
يُعد الدعاء من أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وقد اقترن ذكر الدعاء بآيات الصيام في سورة البقرة، حيث قال الله تعالى:
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ» [البقرة: 186].
ويشير العلماء إلى أن ورود هذه الآية وسط آيات الصيام يرمز إلى أن الدعاء هو روح العبادة في رمضان، وأن استقبال الشهر بالدعاء من علامات الإيمان الحيّ والتعلق بالله.
الأوقات المستحبة للدعاء قبل وأثناء شهر رمضان
وردت في السنة النبوية مواقيت شريفة يُستحب فيها الإكثار من الدعاء، خاصة في الأيام والليالي التي تسبق رمضان، ومن أبرزها:
- ليلة رؤية الهلال
كان النبي ﷺ يقول إذا رأى الهلال: «اللهم أهله علينا باليُمن والإيمان، والسلامة والإسلام، ربي وربك الله» (رواه الترمذي).
- في الثلث الأخير من الليل:
قال النبي ﷺ: «ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: هل من داعٍ فأستجيب له؟» (متفق عليه).
وهو وقت السحر، وفيه يُستحب الدعاء بالبلوغ والقبول. - عند الإفطار وقبله
قال النبي ﷺ: «إن للصائم عند فطره دعوة لا تُرد» (رواه ابن ماجه)، لذا يُستحب للمسلم أن يدعو لنفسه ولأمته قبل الإفطار وفي لحظة الأذان. - بين الأذان والإقامة
وقت من أوقات استجابة الدعاء كما ورد في الحديث الشريف. - في السجود
قال ﷺ: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء» (رواه مسلم).
الأدعية النبوية المستحبة في استقبال رمضان
فيما يلي باقة من الأدعية المأثورة التي وردت عن النبي ﷺ والسلف الصالح، ويمكن ترديدها عند استقبال شهر رمضان:
- اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأعنا على صيامه وقيامه، ووفقنا فيه لما تحب وترضى.
- اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحب وترضى، ربنا وربك الله.
- اللهم سلّمني إلى رمضان، وسلّم لي رمضان، وتسلّمه مني متقبلًا يا أرحم الراحمين.
- اللهم اجعلنا فيه من المقبولين المرحومين، واغفر لنا ذنوبنا، واعتق رقابنا من النار.
هذه الأدعية تجمع بين الطلب بالبلوغ، والاستعانة، والقبول، وهي من أفضل ما يبدأ به المسلم رحلته الإيمانية في الشهر الفضيل.
أثر الدعاء في تهيئة النفس لرمضان
يقول العلماء إن الدعاء في استقبال رمضان ليس مجرد عادة، بل هو مدرسة روحية يتعلم فيها المسلم التواضع والرجاء وحسن الظن بالله، ويُهيئ نفسه للطاعة والإقبال على العبادة بنية صافية.
فمن أكثَر الدعاء في بداية الشهر، كان أكثر توفيقًا فيه، ومن بدأ رمضان بالدعاء، ختمه بالرضا والمغفرة.














0 تعليق