يشهد السودان تصعيدًا عسكريًا واسع النطاق في عدة مناطق، بعد سيطرة ميليشيات الدعم السريع على بعض المدن الاستراتيجية، بما فيها مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
في المقابل، تقوم القوات المسلحة السودانية بدفع تعزيزات ضخمة إلى خطوط المواجهة لتعزيز المواقع الدفاعية وحماية المدن الحيوية، وسط استمرار الاشتباكات البرية والجوية بين الطرفين.
خريطة المعارك الحالية
تشير خريطة المعارك الحالية إلى تركيز الصراع في ثلاث محاور رئيسية: محور دارفور الشمالي حيث تتمركز ميليشيات الدعم السريع في الفاشر، ومحور كردفان الشمالي قرب الأبيض وبارا، ومحور وسط السودان حيث تحافظ القوات الحكومية على نقاطها الدفاعية مع تعزيز وجودها في المدن الحيوية.
وقد أدى التصعيد العسكري إلى موجات نزوح كبيرة، مع فرار آلاف المدنيين إلى ولايات وسط السودان والمناطق الريفية المحيطة، في ظروف إنسانية صعبة مع نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية.
ردود افعال دولية وعربية
وعلى الصعيد الدولي، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ حيال تصاعد العنف، محذرة من مخاطر ارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين، ودعت إلى وقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.
كما شددت منظمات حقوق الإنسان مثل Human Rights Watch على ضرورة مراقبة الوضع بشكل عاجل، خصوصًا في المدن التي سيطرت عليها ميليشيات الدعم السريع، حيث تم توثيق عمليات هجوم على المدنيين وممتلكاتهم.
على المستوى العربي، أدانت مصر والسعودية والإمارات استمرار الهجمات على المدنيين، مؤكدة دعمها للجهود الرامية إلى حل سياسي للأزمة السودانية والحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها، ودعت إلى فتح ممرات آمنة للنازحين وتمكين المنظمات الإنسانية من الوصول إلى المناطق الأكثر تضررًا.
وتشير المصادر الميدانية إلى أن الجيش السوداني عزز خطوط المواجهة بوحدات قتالية متخصصة ودعم لوجستي واسع، ضمن استعداداته لما يُعرف بـ “معركة الكرامة”، والتي يُنظر إليها كمرحلة فاصلة لاستعادة السيطرة على المدن الاستراتيجية ومنع تمدد نفوذ ميليشيات الدعم السريع.
ويواصل الجيش صد هجمات المليشيات في مناطق الرهد وجبل الهشاب، مع تكثيف القصف الجوي لتجمعات ميليشيات الدعم السريع شمال شرق الأبيض.
في الوقت نفسه، تتزايد التحركات الاحترازية بين السكان المحليين، الذين بدأوا في النزوح نحو ولايات وسط السودان والمناطق الريفية المحيطة، تحسبًا لأي توغل محتمل من ميليشيات الدعم السريع، وسط حالة من القلق بشأن مصير المدنيين في مناطق الاشتباك.









0 تعليق