تشهد مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي يقوم بها ميليشيا الدعم السريع، تستهدف المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ ومستشفيات، فلم تترك هذه المليشيات جرم إلا وارتكبته، لكن القليل لا يعرف أن هذه المدينة التي تشهد فترة مظلمة دموية، كان لها تاريخ عريق، وتتميز بتنوعها الجغرافي والعرقي، وتضم قبائل من أصول أفريقية وعربية، إلى جانب دورها في نقل كسوة الكعبة المشرفة.
أصل تسمية مدينة الفاشر
وتعددت الروايات حول أصل تسمية مدينة الفاشر، ويقال إن الاسم يعني "مجلس السلطان"، فيما هناك روايات أخرى تقول أن تسميتها يرجع إلى أن ثورا يدعى "فاشر" كان يذهب للشرب من بركة ماء لم يكن يعرفها سكان المنطقة، وعندما تتبعوه وجدوا البركة واستثمروها في الحصول على المياه، فأطلقوا على المنطقة اسم "الفاشر".
كما أن هذه المدينة يطلق عليها مسميات أخرى، مثل "فاشر السلطان" و"الفاشر أبو زكريا"، نسبة إلى الأمير زكريا، والد السلطان علي دينار الذي كان له دور في تطوير هذه المدينة
الفاشر.. المدينة التي كانت تنطلق منها كسوة الكعبة المشرفة
وكانت تعد مدينة الفاشر أحد المحطات الرئيسية للحجيج المتجهين إلى البيت الحرام. وكان الحجاج يتوقفون فيها لأخذ قسط من الراحة ويحملون معهم كسوة الكعبة.
وأسس السلطان علي دينار مصنعًا لصناعة كسوة الكعبة، وظل يرسلها إلى مكة المكرمة لمدة تقارب 20 عاما.
وكانت جيوش السلطان علي دينار تؤمّن قوافل الحجيج القادمة من دول غرب أفريقيا إلى الأراضي المقدسة.
وكانت الرحلة تبدأ من مدينة الفاشر، ثم جزيرة سواكن شرق السودان، حيث كان جنوده يشرفون أيضا على تأمين الرحلات البحرية.
كما ينسب إلى السلطان علي دينار الفضل في حفر آبار علي، وهو ميقات أهل المدينة المنورة للإحرام للحج والعمرة، وتجديد مسجد "ذو الحليفة" القريب من المدينة المنورة.
وتضم الفاشر العديد من المعالم ويعد قصر السلطان علي دينار أحد أبرز معالم المدينة. وشيد عام 1912 في وسط المدينة تحت إشراف مهندس تركي قدم من بغداد لبناء القصر، رفقة مهندسَين مصريين ونجارين يونانيين.
وبعد وفاة السلطان علي دينار تحول القصر إلى متحف، ويضم مقتنيات السلطان وأسلحته.


















0 تعليق