سودانيون يطالبون بتدخل دولى عاجل للتصدى لجرائم «الدعم السريع» فى الفاشر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

طالب عدد من الخبراء السودانيين بتحرك دولى عاجل واتخاذ إجراءات سريعة لحماية المدنيين فى إقليم دارفور، مع تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، وتوفير ممرات آمنة لخروج ودخول السكان بشكل آمن.

وحذروا، فى حديثهم لـ«الدستور»، من استمرار الانتهاكات التى ترتكبها ميليشيا «الدعم السريع» فى مدينة الفاشر، بعد أن أقدمت الميليشيا على تصفية الجرحى والمصابين من المدنيين والعسكريين داخل المستشفيات، فى جريمة تضاف إلى سجلها الحافل بالانتهاكات ضد الشعب السودانى.

وأشارت تقارير الأمم المتحدة إلى فرار أكثر من ٢٦ ألف شخص من الفاشر خلال أيام قليلة، فيما يبقى الآلاف محاصرين وسط أوضاع إنسانية قاسية، مع تهديد حياة نحو ١٣٠ ألف طفل، يعانون من نقص حاد فى الغذاء والمياه والأدوية.

ودعا الخبراء إلى وقف فورى لإطلاق النار فى السودان، وضمان وصول الإغاثة دون عوائق.

طاهر المعتصم: قتل عشوائى وترويع المواطنين

اعتبر الكاتب الصحفى السودانى طاهر المعتصم أن دخول ميليشيا «الدعم السريع» إلى مدينة الفاشر يعيد إلى الأذهان مشاهد مأساوية شهدها السودان فى مناطق أخرى، مثل ما حدث فى الجنينة بغرب دارفور، وأيضًا مجزرة أبونورة فى ولاية الجزيرة، حيث تكررت أنماط القتل العشوائى والانتهاكات الواسعة بحق المدنيين.

وقال «المعتصم»: «ما يجرى اليوم فى الفاشر ليس معركة عسكرية بقدر ما هو استدعاء لذاكرة الدم، إذ تعود نفس مشاهد القتل على الهوية، والنهب، والترويع للمدنيين والنازحين الذين يحاولون الفرار بحثًا عن الأمان، فيما يدوى الرصاص فى أرجاء المدينة، وتنتشر الجثث فى الشوارع دون أن تجد من يدفنها، وفق شهادات نازحين وشهود عيان تمكنوا من الوصول إلى معسكرات تقع على بُعد نحو عشرين كيلومترًا من المدينة».

وأشار إلى أن استباحة الفاشر تعنى عمليًا سقوط واحدة من آخر المدن الكبرى فى دارفور التى كانت تؤوى مئات الآلاف من النازحين، مؤكدًا أن المدنيين هم الضحية الدائمة لهذه الحرب العبثية التى تمزق السودان منذ أكثر من عام ونصف العام، وأن النساء والأطفال وكبار السن هم الأكثر تضررًا من هذا الواقع المأساوى.

وأضاف: «ما يجرى يضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته الأخلاقية والإنسانية، وواجب الساعة الآن هو الضغط الفورى من كل الأطراف الفاعلة لوقف إطلاق النار فى الفاشر وعموم السودان، وتفعيل ممرات آمنة لإغاثة المدنيين، وإجلاء الجرحى، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة».

وأوضح أن المبادرة الرباعية، التى أطلقتها كل من مصر والولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية والإمارات، تشكل فرصة حقيقية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة أنها نصت فى نقاطها الأولى على الحفاظ على سيادة السودان ووحدته، مع فرض هدنة إنسانية لمدة تسعين يومًا، لوقف القتال وفتح ممرات إنسانية فى المناطق المتأزمة، وعلى رأسها دارفور.

وأشار إلى أن تلك المبادرة لا يجب أن تبقى حبرًا على ورق، موضحًا أن الأمر يتطلب تحركًا عاجلًا وفعليًا يضع حياة المدنيين فوق أى حسابات سياسية أو عسكرية.

وأردف: «إنقاذ المدنيين فى الفاشر اليوم هو امتحان حقيقى لضمير العالم، ولجدية الأطراف السودانية فى وضع حد لهذه الحرب المدمرة، بعد أن تحولت المدينة من رمز للتعايش والتنوع إلى ساحة للدمار والموت، وآن الأوان لأن يتوقف هذا النزيف، وأن يعلو صوت الإنسانية على أصوات البنادق، لأن السودان يحتاج إلى سلام عاجل وحقيقى وشامل».

نازك يوسف:  الانتهاكات تتزايد مع تنامى الإعدامات الميدانية والتهجير القسرى

قالت الباحثة السودانية المتخصصة فى الشأن الطبى، نازك يوسف، إن مدينة الفاشر تعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة، بعد حصارها المستمر منذ ١٩ شهرًا، مؤكدة أن سكان المدينة تحملوا الكثير من جراء الحصار والقتال المتواصل.

وأوضحت الباحثة السودانية أن الأوضاع فى الفاشر دخلت مرحلة جديدة من الخطر، بعد سيطرة ميليشيا «الدعم السريع» على مقر قيادة الفرقة السادسة مشاة، آخر معاقل الجيش السودانى فى إقليم دارفور، ما أدى إلى تصاعد حدة المواجهات، وانعكاسها المباشر على حياة المدنيين.

وأشارت إلى أن الميليشيا تمارس انتهاكات جسيمة فى حق الأهالى، تتنوع بين القصف العشوائى، والإعدامات الميدانية، والتهجير القسرى، والنهب والسرقة، مؤكدة أن تلك الأفعال «تخالف كل شرائع السماء والقوانين الإنسانية والدولية».

وقالت: «الأخطر من ذلك أن الميليشيا تتباهى بنشر مقاطع مصورة لهذه الانتهاكات على وسائل التواصل الاجتماعى، فى مشهد يفتقر لأى حس إنسانى أو وازع أخلاقى».

وطالبت باتخاذ إجراءات عاجلة لحماية المدنيين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مع توفير ممرات آمنة لخروج ودخول السكان بشكل طوعى وآمن دون التعرض لهم. وأكدت أن ذلك يتطلب تعاونًا واسعًا بين الأطراف المحلية والإقليمية والدولية، مشددة على أن «الوقت لم يعد يحتمل أى تأخير فى التحرك الدولى لإنقاذ الفاشر».

ياسين أحمد:  لا بد من فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين والجرحى

 

قال المواطن السودانى ياسين أحمد، إن الحزن هو الإحساس المسيطر على كل السودانيين الآن، بسبب ما ترتكبه ميليشيا الدعم السريع من جرائم فى مدينة الفاشر.

وأضاف ياسين: «معاناة الناس تزيد مع تفاقم الأزمة كل يوم، ولا دواء لجراحنا سوى العدالة ومحاسبة الجناة»، لافتًا إلى أنه حتى المرضى لم يسلموا من الاعتداء، إذ هاجمت الميليشيا المستشفى السعودى بالفاشر، ما يمثل انتهاكًا صارخًا لكل القوانين والأعراف الإنسانية.

وأكد أن استهداف المرضى والأطباء يعد خرقًا فاضحًا للقانون الدولى الإنسانى، ويستدعى تحقيقًا دوليًا عاجلًا.

وطالب المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان بسرعة التحرك من أجل فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين والجرحى، ضمان وصول المساعدات الطبية والغذائية، وحماية المنشآت الطبية والعاملين الصحيين. 

كما دعا النيابات المحلية والجهات القضائية الدولية إلى توثيق الانتهاكات وبدء تحقيقات مستقلة تقود إلى محاسبة المسئولين، وقال: «حسبنا الله ونعم الوكيل.. نتمنى أن تكون الخطوة المقبلة دولية ووطنية لحماية المدنيين وإعادة الأمن لسودان يسع الجميع».

 

أحمد باسى: الآمال ستتلاشى إن لم يتحرك العالم

ذكر المواطن أحمد باسى أن السودانيين يشعرون حاليًا بالخوف واليأس: «البيوت خالية من الضحكات، والشوارع تكتسى بالسواد، والجرحى لا يجدون علاجًا، والمرضى بلا دواء، والمستشفيات لم تعد أماكن آمنة بل مقابر محتملة». وأضاف باسى: «الأخبار التى تصلنا من الفاشر تفوق الوصف»، مشيرًا إلى أن هناك تقارير عن اقتحامات لمرافق طبية، واستهداف للمواطنين فى أثناء محاولتهم الفرار، وعمليات نهب متكررة طالت ممتلكات المدنيين ومؤسسات الإغاثة.

ووصف ما يحدث بأنه انتهاك صارخ لكل الأعراف الإنسانية والدولية، لافتًا إلى أن الأطفال والنساء وكبار السن هم أكثر المتأثرين بالنزاع، إذ يعانون من فقدان السكن والغذاء ودواء الأمراض المزمنة.

وقال: «نسأل الله أن ينقذ أهلنا ويؤمن ممراتهم، اللهم انصر المظلومين»، مؤكدًا: «المدينة تحتاج إلى وقفة تضامن حقيقية من الموظفين فى الميادين الإنسانية، ومن دول الجوار، ومن المجتمع الدولى كله. الأمر لا يحتمل التأجيل؛ الأرواح ستزهق والآمال ستتلاشى إن لم يتحرك العالم بسرعة وبحزم». 

محمود حسن: نهبوا وحرقوا المنازل والأسواق ومقار الإغاثة

أكد الناشط السودانى محمود حسن أن ما يجرى فى مدينة الفاشر يمثل استمرارًا لجرائم التطهير العرقى التى ترتكبها ميليشيا الدعم السريع ضد المواطنين العزل فى إقليم دارفور، مشيرًا إلى أن ما حدث خلال الساعات الماضية يرقى إلى مستوى جرائم الحرب والإبادة الجماعية التى تستوجب تحركًا دوليًا عاجلًا.

وأوضح حسن أن الميليشيا التى لم تلتزم بقرارات مجلس الأمن الداعية إلى فك الحصار عن المدينة، واستمرت فى تضييق الخناق على الفاشر طيلة أكثر من ٦٠٠ يوم، ومنعت دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما تسبب فى أزمة غير مسبوقة، ومعاناة إنسانية قاسية لأكثر من نصف مليون مدنى محاصرين داخل المدينة.

وأضاف أن اقتحام الميليشيا للمدينة كشف عن نواياها الحقيقية، إذ مارست كل أشكال القتل الممنهج والتصفية العرقية، مستهدفة المرضى والجرحى داخل المستشفيات، إلى جانب حملات نهب وحرق واسعة طالت المنازل والأسواق ومقار الإغاثة، فى مشهد يعيد إلى الأذهان مأساة الجنينة ومجزرة أبونورة فى ولاية الجزيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق