القطب الأكبر.. من هو الإمام ابراهيم الدسوقى الذي تحتفل الصوفية بمولده؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تزايد البحث عبر مواقع التواصل الاجتماعي وشبكات البحث الإلكترونية عن الإمام ابراهيم الدسوقي وخاصة مع إعلان الطرق الصوفية الاحتفال بمولده خلال هذه الأيام، تحتفل الطرق الصوفية، بمولد القطب الصوفي الأكبر الإمام إبراهيم الدسوقي، خلال هذه الأيام ، وتقام الليلة الختامية بمولده غدا الخميس، ويتسائل بعض الناس عن من هو القطب إبراهيم الدسوقي.

الإمام إبراهيم الدسوقي في سطور  


الإمام إبراهيم الدسوقي هو أحد أولياء الله الصالحين واحد أقطاب التصوف الأربعة وعرف بين الناس بالعديد من الألقاب منها برهان الدين، وأبا العينين وهو أحد أعلام التصوف البارزين فى العالم الإسلامى، وهو من كبار الأولياء الذين تركوا أثرًا روحيًا وثقافيًا واسعًا في الحياة الدينية المصرية، ويُعد من الأقطاب الأربعة الكبار في التصوف، إلى جانب السيد البدوي، وأحمد الرفاعي، وعبدالقادر الجيلاني.

وينتهي نسبه إلى الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فأبوه هو السيد عبد العزيز أبو المجد الذي ينتهي نسبه إلى الإمام الحسين رضي الله عنه.

وُلد في مدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ (دلتا مصر الحالية) عام 633 هـ / 1235 م تقريبًا، في بيتٍ علمٍ وصلاحٍ.

مكانته الدينية والصوفية


كان إبراهيم الدسوقي عالمًا وفقيهًا وصوفيًا زاهدًا، جمع بين علوم الشريعة والحقيقة، وذاع صيته في أرجاء مصر وخارجها، وتلقى علومه على يد كبار علماء عصره، وبرز في ميدان التصوف السني، مؤكدًا على الزهد، وتهذيب النفس، والمحبة، والرضا بالقضاء.

وأسس اتباع الدسوقي ومريديه عدة طرق صوفية تتبع له من أبرزها الطريقة الدسوقية المحمدية والطريقة البرهامية، وهي طرق صوفية معروفة في مصروالعالم، وتجمع بين تعاليم السلوك الروحي والانتماء الوطني والاجتماعي.

 

أقواله وتعاليمه

ومن أبرز ما نُقل عنه من الحكم والأقوال: من عرف نفسه عرف ربه، والمحبة أصل الطريق، ومن فقدها ضل السبيل، وكن مع الله يكن الله معك، ولا تخف من شيء سواه، وكان يدعو دائمًا إلى صفاء القلب، والتواضع، وخدمة الناس، معتبرًا أن التصوف عمل وسلوك قبل أن يكون مظهرًا أو دعوى.

 

وفاته وضريحه


توفي سيدي إبراهيم الدسوقي سنة 676 هـ / 1277 م، ودُفن في مسجده الشهير بمدينة دسوق، الذي أصبح مزارًا يقصده الآلاف من المريدين والزوار من مصر والعالم الإسلامي، ويُقام له مولده السنوى فى نفس الموعد من كل عام حيث يُعد من أبرز وأكبر الموالد في مصر، تحضره الطرق الصوفية من شتى المحافظات.

 

مكانته في الوجدان الشعبي


يحظى سيدي إبراهيم الدسوقي بمكانة خاصة في قلوب المصريين، حيث يُنظر إليه كرمزٍ للتقوى والعلم، وكرجلٍ جمع بين الورع والكرامة، كما يُعد ضريحه مركزًا روحانيًا وملتقى لأهل التصوف، ومصدرًا للسكينة والطمأنينة لمريديه.

 

لقبه اتباعه ومريدوه بـ"أبي العينين" وله كرامات كثيرة 


درس الإمام إبراهيم الدسوقي علوم التصوف والأخلاق وتزكية النفس وتبحر فيها حتى صار عينًا من علوم الحقيقة وعينًا من علوم الشريعة ولذا لُقِبَّ بـ“أبي العينين” وصار قطب زمانه، ولم يمنعه طلب العلم وتعليم المريدين عن العمل لكسب الرزق فكان يعمل في صناعة الفخار والحصير والزراعة ليكسب قوت يومه ليس ذلك فحسب بل كان مجاهدًا في سبيل الله فشارك في فتح عكا مع جيش المسلمين التي عسكر فيها الصليبيون، وظهرت له كثيرا من الكرامات في عهده.


ومن أشهر تلاميذ الإمام الدسوقي، الإمام جلال الدين السيوطي الحافظ الجليل الذي أخرج من الأحاديث النبوية ما يزيد عن مائة ألف حديث شريف وله مؤلفات عديدة في الفقه والتفسير وغيرهما وهو من مشايخ الأزهر الشريف، ومن تلامذته أيضا الإمام أحمد الفولي والإمام الشعراني ( المدفون في مسجده في حي باب الشعرية بالقاهرة ).

وكان سيدي إبراهيم الدسوقي رضي الله عنه يحث مريديه على الاجتهاد في الطاعة والإقبال على الله والتوبة النصوح فيقول لهم: أقبلوا على الله تعالى فإنه كريم ما أقبل مقبل عليه إلا وجد كل خير لديه، ولا أعرض معرض عن طاعته إلا وتعثر في ثوب غفلته، يقول تعالى في حديثه القدسى (من أتاني ماشيًا أتيته هرولة، ومن تقرب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، ومن تقرب إلى ذراعًا تقربت إليه باعًا.. إن الحسنات يذهبن السيئات، ذلك ذكرى للذاكرين إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) من تاب إلى الله صالحه وغفر له وعفا عنه وأنعم عليه حتى لم يكن كأنه أذنب قط “.

وكان يقول أيضا: ” من لم يحبس نفسه في قعر الشريعة، ويختم عليها بخاتم الحقيقة لا يقتدى به في الطريقة “. ومن أقواله المأثورة “الشريعة كالشجرة والحقيقة ثمرتها فلا بد لكل واحد من الأخرى، ولكن لا يدرك ذلك إلا من كمل سلوكه في طريق القوم”.

وكان يقول أيضا: ” من عرف الله وعبده فقد أدرك الشريعة والحقيقة، فاحكموا الحقيقة والشريعة ولا تفرطوا إن أردتم أن يُقتدى بكم، ولم يكن اسم الحقيقة إلا لأنها تحقق الأمور بالأعمال، ومن بحر الشريعة تنتج الحقائق”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق