قالت المهندسة وفاءعطا، منسقة العرض بالمتحف المصري الكبير، إن تصميم المتحف جاء وفق رؤية دقيقة تجمع بين المعايير المعمارية والعرض المتحفي، موضحةً أن المبنى ومساراته ومسافاته الداخلية جزء من تجربة السرد المتحفي نفسها.
وأوضحت خلال لقاء عبر شاشة "إكسترا نيوز"، أن عملية التصميم بدأت بدراسة شاملة لطبيعة المحتوى الأثري، حيث جرى تحديد نوعية القطع التي ستُعرض، والسيناريو الذي ترغب وزارة الآثار في تقديمه داخل المتحف، مضيفةً أن ذلك تم عبر ورش عمل طويلة ومكثفة شارك فيها عدد كبير من المتخصصين لتحديد الفكرة العامة ومسار العرض، وصولًا إلى وضع الرسومات الأولية.
وأضافت المهندسة وفاء أن القاعات الرئيسية للعروض الدائمة تنقسم إلى أربع مراحل تاريخية تشمل عصور ما قبل الأسرات، والدولة الوسطى، والدولة الحديثة، والعصرين اليوناني والروماني، مشيرةً إلى أن تصميم القاعات يعرض الجوانب المختلفة للحياة المصرية القديمة مثل شكل المجتمع، والاستخدامات اليومية، وعظمة الملوك، ومعتقدات الخلود والآلهة.
وبيّنت أن اختيار أماكن القطع الأثرية وعددها في كل قاعة تم بعناية شديدة، بحيث تُوزع داخل واجهات عرض مغلقة أو على مساحات مفتوحة للعرض مع مراعاة معايير الحركة داخل القاعات لضمان سهولة التنقل وعدم ازدحام المسارات.
وأشارت إلى أن المصمم أخذ في الاعتبار جميع العوامل المعمارية والهندسية، من ارتفاعات المبنى ومساحة القاعات إلى المداخل والمخارج ومسارات الهروب، فضلًا عن المواقع المخصصة لأعمال الصيانة والتقنيات المستخدمة في الجدران والأسقف، بحيث لا تتعارض مع أماكن العرض.
وأكدت وفاء أن التعاون بين فريق التصميم والمكتب الفني للمقاول العام للمشروع كان مكثفًا، حيث جرى تحليل كل العناصر لوضع مخططات أفقية دقيقة توضح مواقع القطع الأثرية داخل القاعات، مع تحديد المسافات الدنيا المسموح بها لضمان حرية حركة الزوار، خاصةً أن المتحف من المتوقع أن يشهد إقبالًا كثيفًا بعد الافتتاح.
وشددت على أن كل قاعة تضم قطعة أيقونية مميزة تُعد محور القاعة، وتُعرّف الزائر بعصرها ومضمونها، إلى جانب لوحات استرشادية واضحة تُسهّل حركة الزوار بين القاعات وتحدد اتجاهات السير والمواقع التاريخية المختلفة، مشيرةً إلى أن المتحف المصري الكبير التزم بأعلى معايير التصميم العالمية في تنفيذ العرض المتحفي لضمان تجربة زيارة سلسة ومتكاملة.















0 تعليق