تسلّمت إسرائيل، الإثنين، رفات رهينة جديدة من حركة حماس في قطاع غزة، عبر لجنة الصليب الأحمر الدولي، في إطار تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ العاشر من أكتوبر الجاري، وسط استمرار حالة الغموض بشأن مصير العشرات من الرهائن والمفقودين.
تفاصيل العملية وتسليم الرفات
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان رسمي، أن قوات الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) تسلموا نعش الرهينة من الصليب الأحمر داخل قطاع غزة، مشيرًا إلى أن الجثمان نُقل إلى إسرائيل لتحديد هوية صاحبه وإبلاغ عائلته رسميًا.
وأكد البيان أن "الجهود لاستعادة جميع الرهائن مستمرة ولن تتوقف حتى عودة آخر رهينة إلى وطنه"، في إشارة إلى استمرار التنسيق مع الجهات الدولية لضمان تنفيذ بنود الاتفاق.
اتفاق الهدنة وتبادل الجثث
ويأتي تسليم الرفات في إطار المرحلة الثانية من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي تضمن تبادل الأسرى والرهائن وإدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وسلّمت حماس حتى الآن 15 من أصل 28 جثة تعود لرهائن قُتلوا خلال احتجازهم منذ اندلاع الحرب، بينما أطلقت سراح 20 رهينة أحياء عقب سريان الهدنة.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن عدداً من الرهائن ما زال مفقوداً في القطاع، بعضهم يُعتقد أنهم تحت الأنقاض في مناطق مدمرة.
أزمة الرهائن
بدأت أزمة الرهائن عقب عملية مفاجئة شنتها حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، تمكنت خلالها من أسر أكثر من 240 شخصاً، بينهم مدنيون وجنود، مما أشعل واحدة من أعنف جولات الصراع بين الجانبين منذ سنوات.
ومنذ ذلك الحين، شكّلت قضية الرهائن محوراً أساسياً في المفاوضات الدولية، بمشاركة مصر وقطر والولايات المتحدة، التي سعت إلى التوسط لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.
صعوبات البحث عن المفقودين
وقالت حركة حماس إن عمليات البحث عن جثث الرهائن تواجه صعوبات كبيرة بسبب الدمار الواسع في القطاع، حيث تشير وزارة الصحة في غزة إلى مقتل أكثر من 68,500 فلسطيني منذ بدء الهجوم الإسرائيلي.
وفي السياق ذاته، كشف متحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن فرقاً من الصليب الأحمر وفرقة مصرية خاصة حصلتا على إذن لدخول مناطق محددة تُعرف بـ"الخط الأصفر" للبحث عن رفات الرهائن المتوفين.
وبينما ترى إسرائيل أن استعادة الرهائن أولوية وطنية، تؤكد حماس أن استمرار القصف والعمليات العسكرية يعقّد أي جهود إنسانية على الأرض، ما يجعل ملف الرهائن واحداً من أكثر الملفات حساسية في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.




