تباشر نيابة الجيزة التحقيق فى واحدة من أبشع الجرائم خلال الفترة الأخيرة، التى شهدت مقتل أُم وأطفالها الثلاثة على يد شخص ارتبط معها بعلاقة غير شرعية، قبل أن يقرر التخلص منها ومن صغارها بطريقة شيطانية.
الواقعة بدأت بالعثور على جثة طفل، وبجواره شقيقته تُصارع الموت، أمام أحد العقارات فى منطقة فيصل بالجيزة، ولم يعلم أحد فى المنطقة هوية الطفلين، أو كيف وصلا إلى هذا المكان. ومع نقلهما إلى المستشفى وبدء التحقيق، تبين أن والد الطفلين أبلغ، قبل ٢٠ يومًا، بتغيب زوجته وأطفاله الثلاثة بعد خلافات أسرية، معتقدًا أنها توجهت إلى منزل أسرتها، قبل أن يكتشف عدم وجودهم ويحرر محضر تغيّب رسميًا.
وبإجراء التحريات، تبين أن وراء الجريمة متهمًا يدعى «أحمد. م. ع»، ٣٨ سنة، صاحب محل لبيع الأدوية البيطرية، ويقيم فى منطقة كفر طهرمس، الذى قال فى اعترافاته إنه تعرف على والدة الأطفال منذ ٣ أشهر أثناء ترددها على المحل، وربطتهما علاقة عاطفية تحولت إلى علاقة آثمة، وعقب تشاجرها مع زوجها انتقلت للإقامة معه، فى شقة مستأجرة بشارع «سليم» فى منطقة «اللبينى»، وبرفقتها أطفالها الثلاثة.
وخلال فترة إقامة السيدة مع المتهم، اكتشف خيانتها وارتباطها بعلاقات محرمة مع آخرين فخطط لقتلها، ووضع خطة شيطانية يستطيع بها التخلص منها ومن أبنائها، دون ترك دليل وراءه، معتقدًا أنه لن يُكشف أمره.
وأوضح المتهم أنه أحضر مادة كاوية يستخدمها فى تنظيف الأدوات البيطرية، وخلطها مع دواء بيطرى، ثم وضع الخليط فى كوب عصير وقدمه للمجنى عليها، وعندما شعرت بإعياء ادعى خوفه عليها ونقلها إلى مستشفى قصر العينى، زاعمًا أنها زوجته ويسعى لعلاجها، وسجّل بياناته باسم مزيف، ثم تركها تواجه الموت وفر هاربًا فور علمه بلفظها أنفاسها الأخيرة.
واستكمل المتهم اعترافاته الصادمة فى حضرة رجال مباحث الجيزة، قائلًا إنه قرر التخلص من أطفالها الثلاثة بذات المادة الكاوية، فاصطحبهم فى نزهة بمنطقة ترعة المنصورية بكفر غطاطى، ثم قدم لهم عصائر تحتوى على المادة نفسها السامة، فتناول منها «سيف الدين» و«جنى» ليصابا بحالة إعياء شديد، بينما رفض الصغير «مصطفى» تناول العصير ليقرر المتهم إنهاء حياته بطريقة أشد قسوة، حيث ألقاه فى ترعة ووقف يشاهده يغرق حتى تأكد من نزول جسده الضئيل أسفل المياه.
زادت حالة الطفلين سوءًا بعدما عاد بهما المتهم إلى شقته، وعندما فارق «سيف الدين» الحياة، وتدهورت حالة «جنى»، قرر المتهم إنهاء الفصل الأخير من خطته فاستعان بعامل لديه فى المحل يدعى «رمضان. ص. ع» لمعاونته فى حملهما، واستدعيا سائق «توك توك» صغير السن، ووضعا الطفلين داخل المركبة، حتى وصلا إلى مكان العثور عليهما، وتخلصا من جسديهما فى مدخل العقار، وفرا هاربين، علمًا بأن العامل والسائق لم يعلما بجريمته.
وأنهى المتهم اعترافاته بالإرشاد عن مكان إلقاء الطفل الصغير، ونجحت أجهزة الأمن فى انتشال جثمانه من الترعة، قبل نقله، رفقة والدته وشقيقيه، إلى مشرحة زينهم، تحت تصرف النيابة المختصة التى تولت التحقيق.
وترأس اللواء علاء فتحى، مدير الإدارة العامة للمباحث، فريق بحث رفيع المستوى، تمكن من الوصول إلى المتهم بعدة خطوات متقنة، على رأسها مراجعة كاميرات المراقبة، التى رصدت لحظة توقف «التوك التوك»، وتخلص المتهم من الطفلين، ثم الهرب.


