أجرت جريدة الدستور حوارًا خاصًا مع الدكتورة نعمة عارف، وكيل وزارة الطب البيطري بمحافظة الغربية، والتي تعد أول سيدة تتقلد هذا المنصب في تاريخ المديرية، جاءت المقابلة بعد نجاح الحملة القومية للتحصين ضد الحمى القلاعية في يومها الأول، والتي شهدت تحصين 23192 رأس ماشية في 87 قرية من خلال 109 مجموعة عمل.
وفيما يلي نص الحوار:
دكتورة نعمة أنت أول سيدة تتولى منصب وكيل وزارة الطب البيطري في الغربية.. كيف استقبلتِ هذا التكليف؟
بصراحة شعرت بمسؤولية كبيرة أكثر من كونها ترقية أو منصب جديد، القطاع البيطري في محافظة كبيرة مثل الغربية يتطلب متابعة دقيقة وميدانية مستمرة، كوني أول سيدة في هذا الموقع شجعني أكثر على إثبات أن المرأة قادرة على القيادة الميدانية في هذا المجال الحيوي، خاصة أنه مرتبط بالأمن الغذائي وصحة المجتمع بشكل مباشر.
لم يمر سوى أيام قليلة على توليكم المنصب، ومع ذلك شهدنا نجاحًا لافتًا في حملة التحصين الأخيرة.. كيف تحقق هذا الإنجاز؟
النجاح كان ثمرة تعاون وجهود جماعية بين جميع العاملين في المديرية والإدارات البيطرية على مستوى المراكز، بدأنا التحضير فور تسلم العمل بخطة محكمة وتوزيع دقيق للفرق البيطرية، وتوفير الأمصال والمستلزمات مسبقًا، وفي اليوم الأول فقط تمكنا من تحصين 23192 رأس ماشية في 87 قرية من خلال 109 مجموعة عمل، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ المديرية.
ما هي ملامح الخطة التي وُضعت لضمان نجاح حملة التحصين ضد العترة الجديدة من الحمى القلاعية "سات 1"؟
ركزنا على 3 محاور أساسية:
التغطية الشاملة لكل القرى والعزب والنجوع دون استثناء.
تسجيل وترقيم الحيوانات غير المسجلة لضمها لقاعدة البيانات القومية.
المتابعة الميدانية اليومية من خلال لجان مختصة تتابع سير العمل لحظة بلحظة.
كما تم تجهيز غرفة عمليات رئيسية داخل المديرية للتواصل مع كل الإدارات وتلقي التقارير الفورية لضمان سرعة اتخاذ القرار.
كيف تردون على تساؤلات بعض المربين حول فاعلية اللقاحات المستخدمة في الحملة؟
اطمئن الجميع أن اللقاح المصري المستخدم في التحصين مضمون بنسبة 100%، وهو منتج وطني عالي الجودة ومطابق تمامًا للمعايير الدولية، اللقاح تمت تجربته في عدة محافظات وحقق نسب مناعة ممتازة، التحصين هو الدرع الواقية الحقيقية لحماية الثروة الحيوانية من الأمراض الفيروسية، وأي إهمال في ذلك يعرض الماشية لخطر النفوق وخسائر اقتصادية كبيرة.
ما دور المديرية في رفع وعي المربين بضرورة التحصين المنتظم؟
الوعي هو الأساس، لذلك نحرص على تنفيذ حملات إرشادية وتوعوية مستمرة في القرى والمراكز، نلتقي فيها بالمزارعين بشكل مباشر، ونشرح لهم أهمية التحصين والدور الوقائي للطبيب البيطري، كما نستخدم المساجد والوحدات المحلية والمراكز الشبابية في نشر رسائل التوعية، هدفنا أن يدرك المربي أن التحصين استثمار يحمي ثروته لا مجرد إجراء إداري.
هل هناك تعاون بين مديرية الطب البيطري والغربية والمحليات أو الجهات الأخرى في تنفيذ الحملة؟
نعم، نعمل بتنسيق كامل مع الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وتحت رعاية وتوجيهات اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، الذي يولي اهتمامًا كبيرًا بملف الثروة الحيوانية، كما ننسق مع الوحدات المحلية والإرشاد الزراعي ومراكز الشباب لتسهيل حركة الفرق البيطرية والوصول إلى القرى النائية.
ماذا عن المناطق الريفية البعيدة التي يصعب وصول الفرق إليها؟
خصصنا فرقًا متنقلة مدعومة بمعدات نقل ميدانية للوصول إلى هذه المناطق، إلى جانب التعاون مع العمد والمشايخ المحليين لتجميع الحيوانات في نقاط التحصين، وهو ما ضمن تغطية ميدانية شبه كاملة للمراكز والقرى التابعة للمحافظة.
كيف تتعاملون مع الشكاوى أو البلاغات التي ترد أثناء الحملة؟
أنشأنا خطًا ساخنًا داخل غرفة العمليات لاستقبال أي بلاغ من المواطنين أو الفرق الميدانية، ونتابع الشكاوى فورًا ميدانيًا لضمان سرعة الاستجابة، هذه الآلية عززت الثقة بين المربي والجهة البيطرية، وهو ما ساعد على زيادة معدلات التحصين في اليوم الأول.
ما تقييمكم لمستوى أداء الأطباء البيطريين والفرق المشاركة في الحملة؟
الحقيقة أنني فخورة جدًا بأداء زملائي، الأطباء والعمال والفنيون أظهروا التزامًا ومهنية عالية، العمل في الحقل البيطري يتطلب جهدًا بدنيًا كبيرًا، لكن الجميع أثبت أنه على قدر المسؤولية، خاصة في ظل الظروف المناخية المتقلبة.
كيف ترين دور المرأة في قطاع الطب البيطري بشكل عام؟
المرأة المصرية أثبتت كفاءتها في جميع المجالات، والطب البيطري ليس استثناءً، لدينا في المديرية عدد كبير من الطبيبات والفنيات اللاتي يقمن بدور فعال في الإشراف والمتابعة والإرشاد الميداني، أنا شخصيًا أعتبر وجود المرأة في هذا القطاع إضافة كبيرة من حيث الالتزام والدقة والصبر في التعامل مع الحيوان والمزارع معًا.
ما أبرز التحديات التي تواجه قطاع الطب البيطري حاليًا؟
أبرز التحديات تتمثل في ضرورة تجديد الوعي المجتمعي بدور الطب البيطري، فالكثيرون لا يدركون أن الطبيب البيطري هو خط الدفاع الأول عن صحة الإنسان من خلال مراقبة اللحوم والألبان والمنتجات الحيوانية، كما نعمل على رفع كفاءة المجازر الحكومية وتحسين البنية التحتية للوحدات البيطرية الريفية.
ما خطتكم بعد انتهاء الحملة الحالية؟
سنبدأ مباشرة مرحلة التقييم والتحليل الإحصائي لنتائج التحصين، ثم وضع خطة للصيانة الوقائية والمتابعة المستمرة، لضمان عدم ظهور بؤر جديدة، كما سنواصل برامج التحصين ضد أمراض أخرى مثل الجلد العقدي وجدري الأغنام.
ما رسالتكم الأخيرة للمربين وأهالي محافظة الغربية؟
أقول لكل مربي وفلاح: لا تتهاون في تحصين ماشيتك، الدولة وفرت اللقاحات مجانًا، والفرق البيطرية جاهزة لخدمتك، حافظ على ثروتك الحيوانية فهي مصدر رزقك وأساس الأمن الغذائي لبلدنا، وأؤكد أن مديرية الطب البيطري بالغربية ستظل دائمًا سندًا لكل مربي وراعٍ في كل قرية ونجع.




