ناشط فلسطيني لـ"الدستور": الجوع في غزة سلاح إسرائيلي فتاك ينهش العظام والذاكرة

قال الناشط السياسي الفلسطيني الدكتور فايز أبوشمالة، إن الجوع في غزة  لم يعد مجرد حالة إنسانية طارئة، بل تحول إلى جرح غائر في الذاكرة الفلسطينية، نخر العظام ولامس الروح والعقل والوجدان. 

وأضاف في تصريح لـ"الدستور" أن التجويع لم يعد نقصًا في الطعام فحسب، بل سياسة ممنهجة استُخدمت كسلاح من أسلحة الحرب الإسرائيلية ضد المدنيين.

الجوع نخر عظام أهل غزة 

وأوضح أبوشمالة، أن "الجوع نخرعظام أهل غزة، ولم يقتصر على إذابة الشحم ونقص الوزن، بل تسلّل إلى عمق النفس البشرية، وترك ندبةً لن تزول بسهولة". وأشار إلى أنّ الفلسطينيين في غزة يأكلون كل ما يجدونه أمامهم، لكنهم لا يشعرون بالشبع، لأن ما يتوافر من طعام يفتقر إلى العناصر الغذائية الأساسية من البروتينات والفيتامينات والخضروات، معتمدين على المعلبات التي قد تسد الرمق، لكنها لا تسكت أنين الجوع المتواصل.

وأضاف أن المشهد الاقتصادي بعد فتح المعابر جزئيًا لم يخفف من الأزمة الإنسانية، كما كان متوقعًا، فعلى الرغم من دخول بعض البضائع مثل الفواكه والخضروات ومعلبات اللحوم، فإن القدرة الشرائية لدى المواطنين تكاد تكون معدومة، ما جعل الأسواق والبسطات مليئة بالسلع التي ينظر إليها الناس بحسرة وعجز، إذ لا يمتلكون المال الكافي لشرائها.

وتابع أبوشمالة قائلًا: "وحش الجوع ما زال يزمجر في أحشاء الناس، يذكّرهم كل يوم بمرارة الأيام الماضية، حين كان الفلسطيني يبحث عن لقمة خبز فلا يجدها، أو عن بضع حبات من العدس أو الأرز ليخدع بها جوع أطفاله، دون جدوى".

وأكد أن الجوع في غزة تجاوز حدود المعاناة المعيشية ليصبح تجربة إنسانية جارحة، تترك آثارًا طويلة المدى على نفسية المجتمع، خصوصًا الأطفال الذين عايشوا الحرمان وفقدان الأمن الغذائي. وأشار إلى أن من عاش هذه الأيام "لن ينساها أبدًا، لأنها حفرت في الذاكرة مشاهد من القهر والظلم والخذلان".

ووصف الدكتور فايز أبوشمالة ما يجري بأنه أحد أشكال الإبادة البطيئة التي استخدمتها إسرائيل، قائلًا: "حين يتحول الجوع إلى سيد المرحلة، يصبح التجويع سلاحًا نوويًا إسرائيليًا فتاكًا، يصيب الجسد بالهزال، لكنه يقتل النفس من الداخل".

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن المجتمع الدولي فشل فشلًا ذريعًا في حماية الفلسطينيين من هذا السلاح غير المرئي، داعيًا إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها ضد الإنسانية. وأضاف: "الجوع في غزة ليس قضاءً وقدرًا، بل جريمة متعمدة، تستهدف كسر الإرادة الفلسطينية، غير أن هذا الشعب سيبقى رغم الجوع أقوى من محاولات الإخضاع والابتزاز، وسيظل متمسكًا بحقه في الحياة والحرية والكرامة".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رتيبة النتشة: آن الأوان لتغليب المصلحة الوطنية وتوسيع دائرة الحوار الفلسطينى
التالى دعاء الفجر للخشوع في الصلاة.. يبعث الطمأنينة في القلب